دال ميديا: تم سحب لعبة الفيديو المثيرة للجدل “No Mercy” من منصة Steam بعد تعرضها لانتقادات واسعة بسبب محتواها المثير للجدل. اللعبة، التي تم إطلاقها في مارس، كانت تتبع قصة شخصية رجل يسعى لأن يصبح “أسوأ كابوس لكل امرأة” ولا يقبل “الرفض كإجابة”. وقد عرضت اللعبة على منصة Steam للبيع مقابل حوالي 100 كرونة سويدية، وهي واحدة من أكبر منصات الألعاب في العالم.
محتوى اللعبة وعناصرها
تدور أحداث لعبة “No Mercy” حول رجل يتعرض لصدمة بعد اكتشاف خيانة والدته، ليقرر أن يبدأ مسيرته الجديدة التي تتمحور حول السيطرة على النساء والإفصاح عن أسرارهن العميقة. ووفقًا لوصف اللعبة، فإنها تركز على مواضيع حساسة مثل “العنف، والIncest” (التحرش الجنسي داخل الأسرة)، و”الابتزاز” وجعل “الجنس القسري” أمرًا حتميًا.
وقد وصف مطورو اللعبة أنها “رواية بصرية موجهة للكبار مع تركيز كبير على الهيمنة الذكورية” مع الإشارة إلى أنها تحتوي على عناصر خطيرة تتضمن العنف الجنسي وأفعال لا تتسم بالموافقة.
الانتقادات وتحميل المسؤولية
على الرغم من أن اللعبة تم طرحها للبيع على منصة Steam، فقد لاقت ردود فعل شديدة من قبل الكثيرين الذين اعتبروا أن ما تقدمه اللعبة يشجع على العنف الجنسي ويعزز الهيمنة الذكورية. وقد تم انتقاد سهولة الوصول إلى اللعبة، حيث كان كل ما يحتاجه اللاعب هو عنوان بريد إلكتروني، وكلمة مرور، واسم مستخدم لتحميل اللعبة على المنصة. كما يمكن للأطفال الحصول عليها بسهولة، طالما كانوا يملكون بطاقة ائتمان.
في تعليق له، صرح خبير الألعاب “باولا مانريكي” المعروفة باسم “Fenjima” بأن المشكلة الأساسية تكمن في سهولة الوصول إلى اللعبة. وأضافت “لا يجب أن تتواجد لعبة كهذه على منصة مفتوحة بشكل كامل، يجب أن تكون هناك رقابة أكبر على مثل هذه الألعاب”.
تصريحات من مطوري اللعبة
بعد سحب اللعبة من منصة Steam، أصدرت الشركة المطورة بيانًا تدافع فيه عن اللعبة، مشيرة إلى أن المواضيع التي تتناولها “No Mercy” تعتبر “فتيشيات شائعة” لدى بعض الأشخاص. وأضاف المطورون أن هذه المواضيع قد تجد جمهورها، لكن يظل النقد حول المحتوى ذاته قائمًا.
وفي المقابل، لم ترد منصة Steam أو مالكها “فالف” على الانتقادات الموجهة إليها، وهو ما اعتبره البعض “مثيرًا للقلق”. وعلقت مانريكي قائلةً: “السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان هناك ألعاب أخرى ربما تكون أكثر تطرفًا، لكن لم تحظ بنفس هذه الضجة، وبالتالي لا تزال متاحة دون أي قيود”.
الآراء المتباينة حول اللعبة
على الرغم من الجدل المحيط باللعبة، تلقت “No Mercy” بعض التعليقات الإيجابية من اللاعبين الذين عبروا عن إعجابهم بالمحتوى، حيث قال أحدهم: “أنصح بشدة بهذه اللعبة، أنا سعيد جدًا لأن Steam قد وافقت أخيرًا على ألعاب من هذا النوع”. بينما أشار آخر إلى أن اللعبة كانت تجربة مثيرة بالنسبة له.
في المقابل، أعرب آخرون عن استيائهم قائلين: “هذه اللعبة غريبة جدًا، لماذا يريد أي شخص لعب شيء كهذا؟” واصفين اللعبة بأنها “محاكاة لأسلوب أندرو تيت” في إشارة إلى الجدليات المثارة حول بعض الشخصيات العامة المعروفة بتصريحاتها المثيرة للجدل.
ختامًا
تسعى المنصات الرقمية الكبرى مثل Steam إلى توفير تجربة آمنة للمستخدمين، لكن حالة لعبة “No Mercy” تبرز النقاشات المتزايدة حول المحتوى الذي يمكن أن يظهر على هذه المنصات. ورغم سحب اللعبة، فإن تساؤلات كثيرة تظل حول كيفية محاسبة المنصات على الألعاب التي لا تلتزم بالمعايير الأخلاقية.
المصدر: VT4