بعد نزاع داخل العيادة.. محكمة أوبسالا تحكم لصالح الطبيبة في قضية خلع الحجاب!

طلبت منها خلع الحجاب للكشف عليها. tv4

دال ميديا: في حكم مثير للجدل، قضت محكمة أوبسالا الابتدائية بعدم إدانة طبيبة بتهمة التمييز غير القانوني، بعد أن طلبت من مريضة خلع حجابها أثناء فحص طبي. القضية التي أثارت نقاشًا واسعًا بدأت عندما سعت امرأة ترتدي الحجاب إلى الرعاية الطبية في مركز صحي بمدينة أوبسالا، لكنها غادرت غاضبة بعد أن طلبت الطبيبة منها إزالة حجابها أثناء الفحص، بحسب ما نقلته قناة tv4.

بداية الواقعة: خلاف بين المريضة والطبيبة ينتهي بشكوى رسمية

الحادث وقع في مارس 2023 عندما زارت امرأة محجبة مركزًا صحيًا في أوبسالا لطلب العلاج من مشاكل البواسير. خلال الفحص، طلبت الطبيبة من المريضة إزالة حجابها، مما جعل الأخيرة تشعر بعدم الارتياح وترفض الامتثال للطلب. بعد مشادة كلامية، غادرت المريضة المركز دون إتمام الفحص الطبي.

هذا التصرف دفع مكتب مكافحة التمييز (DO) إلى رفع دعوى ضد منطقة أوبسالا، الجهة المسؤولة عن المركز الصحي، معتبرًا أن المرأة تعرضت للتمييز غير القانوني والإساءة بسبب معتقداتها الدينية.

المحكمة تمنح الحق للطبيبة: لم يكن هناك تمييز

في الحكم الذي صدر يوم الثلاثاء، رفضت محكمة أوبسالا الدعوى، مؤكدة أن طلب الطبيبة لم يكن تمييزًا، بل كان جزءًا من التقييم الطبي.

لويز كونرادي، القاضية في المحكمة، صرحت قائلة:
“المحكمة لا تشك في أن المرأة شعرت بعدم الارتياح من الطلب، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنها تعرضت للتمييز وفقًا لقانون مكافحة التمييز.”

وأوضحت المحكمة أن المريضة لم تتعرض لأي ضرر مباشر، ولم يتم انتهاك كرامتها بسبب طلب الطبيبة، مضيفة أن الطبيبة كانت ستتصرف بنفس الطريقة مع أي مريض آخر بغض النظر عن دينه أو خلفيته الثقافية.

تصريحات متضاربة بين المريضة والطبيبة

وفقًا لرواية المريضة، فإن الطبيبة أخبرتها بوجوب خلع الحجاب لأنها تعيش في السويد، وهو ما اعتبرته المرأة تعليقًا غير لائق ويعكس تمييزًا واضحًا.

في المقابل، أكدت الطبيبة أن طلبها لم يكن له أي دافع ديني، بل كان ضروريًا لإجراء فحص طبي دقيق، مشيرة إلى أن إزالة غطاء الرأس كان لأسباب مهنية بحتة.

المحكمة تنتقد أسلوب الطبيبة في التعامل

رغم تبرئة الطبيبة، أكدت المحكمة أن أسلوبها في التعامل مع المريضة لم يكن مناسبًا، حيث فشلت في كسب ثقة المريضة وطمأنتها قبل الفحص، مما أدى إلى تصاعد التوتر بينهما.

وجاء في نص الحكم:
“الطبيبة لم تنجح في توفير بيئة آمنة للمريضة، لكن تصرفها لم يكن مرتبطًا بدين المريضة، بل كان نهجًا عامًا في التعامل مع جميع المرضى في مواقف مشابهة.”

هل سيؤثر الحكم على قضايا التمييز في الرعاية الصحية؟

قرار المحكمة قد يثير نقاشًا واسعًا حول حقوق المرضى وواجبات الأطباء، خاصة فيما يتعلق باحترام المعتقدات الدينية أثناء الفحوصات الطبية. في الوقت نفسه، يشير الحكم إلى أن الأطباء يملكون حرية اتخاذ قرارات طبية بناءً على الحاجة المهنية، دون أن يُعتبر ذلك تمييزًا بالضرورة.

ومع استمرار الجدل حول هذه القضية، يبقى السؤال الأهم: هل كان من الممكن للطبيبة التعامل مع الموقف بطريقة مختلفة لتجنب هذا الصدام؟

المزيد من المواضيع