بعد 78 عامًا من النضال، “رجل الرئة الحديدية” يودع الحياة تاركًا إرثًا ملهمًا من الإصرار والتحدي
في دالاس، تكساس، خيّم الحزن على عالم التواصل الاجتماعي بعد وفاة بول ألكسندر، الرجل الذي تحدى إعاقته الجسدية ليصبح مصدر إلهام لملايين المتابعين.
عاش ألكسندر 78 عامًا، قضى معظمها في غرفة الرئة الحديدية، تلك الأسطوانة المعدنية التي تُحافظ على حياته بضخ الهواء إلى رئتيه.
بدأ ألكسندر رحلته الاستثنائية في السادسة من عمره عندما أصيب بشلل الأطفال، تاركًا إياه أسيرًا في جسدٍ شبه عاجز. لكن إعاقته لم تُعيق طموحه، فدرس القانون وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1978، ثم نال شهادة في القانون عام 1984.
لم يكتفِ ألكسندر بالنجاح الشخصي، بل سعى لمشاركة تجربته مع العالم، فأنشأ حسابًا على منصة تيك توك تحت اسم “محادثات مع بول”. روى ألكسندر على المنصة حكايات حياته، من صراعه مع شلل الأطفال إلى إنجازاته الأكاديمية، مُلهماً ملايين المتابعين بشجاعته وإصراره على عيش حياة طبيعية.
في عام 2018، صرّح ألكسندر لصحيفة “دالاس مورنينغ نيوز”: “لقد أحبوني فقط.” مُشيرًا إلى دعم والديه، اللذين وصفهما بـ “الأرواح السحرية” و”الأرواح غير العادية”. “لقد قالوا: يمكنك أن تفعل أي شيء. وقد صدقت ذلك”.
رحل ألكسندر تاركًا إرثًا من الإلهام والمثابرة، مُذكّرًا العالم بأن الإعاقة لا تُحدد إمكانيات الإنسان، وأن الإيمان بالنفس وقوة الإرادة هما مفتاح النجاح.
نعى رواد التواصل الاجتماعي ألكسندر، مُعبرين عن امتنانهم لقصته المُلهمة، ومُتذكرين ابتسامته الدائمة وشخصيته المُفعمة بالأمل.
رحم الله بول ألكسندر، وترك لنا قصة مُلهمة تُؤكد على قدرة الإنسان على التغلب على الصعاب وتحقيق أحلامه.