منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، لم تتوقف كييف عن الضغط على شركائها الغربيين لتزويدها بطائرات مقاتلة، بأمل تحويل مجرى الحرب إلى صالحها.

وفي ظل هذه الدعوات المستمرة، قامت الحكومة الأسترالية عبر شركة SYPAQ Systems المتخصصة ومقرها ملبورن بتسليم عدد من الطائرات بدون طيار إلى القوات المسلحة الأوكرانية.

واستخدم جهاز الأمن الأوكراني هذه الطائرات “الورقية” لتنفيذ ضربات استباقية ضد طائرات مقاتلة في هجوم على مطار روسي الأسبوع الماضي.

الملفت في الأمر أن هذه الطائرات المفاجئة مصنوعة من الورق المقوى، ومبنية على طراز سهل التجميع يشبه تركيب منتجات شركة “إيكيا” المشهورة.

ولاحظت تلك الطائرات “المسطحة” تدمير ما لا يقل عن 4 طائرات روسية، حيث كانت تكلفة إنتاج إحداها لا تتجاوز 3500 دولار فقط، بينما تبلغ تكلفة الطائرات التقليدية ملايين الدولارات.

أكد ضابط في جهاز الأمن الأوكراني (SBU) أن طائرة ميغ 29 و4 طائرات Su-30 تعرضت لأضرار خلال هجوم على مطار كورسك الروسي نهاية الأسبوع الماضي.

وفي ظل هذه الهجمات، نجحت 16 طائرة بدون طيار في تنفيذ الضربات، حيث تم إسقاط 3 منها واعترفت وزارة الدفاع الروسية بهذا الحادث.

تبين أن هذه “الطائرات الورقية” تم توفيرها للأوكرانيين منذ مارس/آذار الماضي، بعد وعد الحكومة الأسترالية بتسليم 100 طائرة شهرياً بهذا النمط، في صفقة قيمتها 20 مليون دولار، والتي تبين أنها استثمار جيد بناءً على الأضرار التي لحقت بالمطار العسكري الروسي.

وشاركت هذه الطائرات أيضاً في هجوم على 6 مواقع عسكرية داخل روسيا، بما في ذلك القاعدة الجوية في بسكوف، لتجذب الانتباه إلى وجود هذا السلاح.

في محاولة لفهم كيفية استمرار هذه الطائرات بدون طيار في التسلل دون اكتشافها، توجه القادة العسكريون في موسكو للتحقيق في ذلك.

تبين أن سبباً ممكناً لذلك هو ضعف الدفاع الجوي، حيث تم ربما تجاوز المواقع التي يعتبرها الكرملين آمنة وغير مهددة بأنظمة الدفاع الجوي.

وتجدر الإشارة إلى أن الطائرات المصنوعة من الورق المقوى تتمتع بقدرة أفضل على التخفي من أحدث أجهزة الرادارات الجوية، وذلك بسبب تشتت موجات الرادار على سطحها الخارجي.

في النهاية، وعلى الرغم من أن هذه الأسلحة قد تبدو بدائية في بعض النواحي، إلا أنها أثبتت نجاحها في تحقيق خراب كبير في روسيا وتحديداً في المواقع العسكرية.