بفضل طاقة الرياح.. السويد تحطم أرقامًا قياسية في تصدير الكهرباء لعام 2024

ارتفاع غير مسبوق في اسعار الكهرباء. Bild: Andreas Wiklund / TT / Shutterstock

ستوكهولم: حققت السويد رقمًا قياسيًا جديدًا في تصدير الكهرباء لعام 2024، حيث بلغت صادراتها 34.2 تيراواط ساعة (TWh)، متجاوزة الرقم السابق المسجل عام 2022. ويعود هذا الإنجاز بشكل رئيسي إلى التوسع الكبير في طاقة الرياح، التي أصبحت تقترب من مستويات إنتاج الكهرباء من محطات الطاقة النووية.

زيادة الإنتاج مع استقرار الاستهلاك

وفقًا للبيانات الرسمية، شهدت السويد زيادة في إنتاج الكهرباء العام الماضي، بينما ظل استهلاك الطاقة ثابتًا. هذا التوازن سمح بتعزيز صادرات الطاقة، مما جعل السويد واحدة من أكبر مصدري الكهرباء في الاتحاد الأوروبي لعام 2024.

أوضح فيليب جونسون، أستاذ تكنولوجيا الطاقة في جامعة تشالمرز:
“هذا الرقم القياسي يعكس نظامًا كهربائيًا يعمل بكفاءة عالية. نحن نصدر فائضًا من الكهرباء، وهذا يساهم في إبقاء الأسعار منخفضة محليًا.”

تطور إنتاج الطاقة في السويد لعام 2024

  • الطاقة المائية: 64.4 تيراواط ساعة (مقارنة بـ 65.7 تيراواط ساعة في 2023)
  • الطاقة النووية: 48.7 تيراواط ساعة (بزيادة من 46.6 تيراواط ساعة)
  • طاقة الرياح: 40.3 تيراواط ساعة (ارتفاع ملحوظ من 34.1 تيراواط ساعة)
  • الطاقة الشمسية: 4.0 تيراواط ساعة (بزيادة من 3.1 تيراواط ساعة)
  • إجمالي الإنتاج: 169.1 تيراواط ساعة مقارنة بـ 162.8 تيراواط ساعة في 2023

مساهمة طاقة الرياح في الأرقام القياسية

كان التوسع في طاقة الرياح هو المحرك الأساسي وراء هذا الرقم القياسي، حيث اقترب إنتاجها من 40.3 تيراواط ساعة، وهو رقم قياسي جديد يعكس استثمارات كبرى في مصادر الطاقة المتجددة.

رغم أن الطاقة الشمسية لا تزال تمثل حصة أصغر في إنتاج الكهرباء، إلا أنها شهدت زيادة نسبتها 30% خلال العام الماضي.

انخفاض أسعار الكهرباء إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات

ساهمت الصادرات المرتفعة في استقرار أسعار الكهرباء في السويد، حيث سجلت الأسعار أدنى مستوياتها منذ عام 2020.

علق جونسون على الجدل حول تقلب الأسعار قائلاً:
“الأسعار المرتفعة تحدث لفترات قصيرة جدًا، أما المتوسط السنوي فهو منخفض ومعقول. من المهم التركيز على استمرارية توفر الكهرباء أكثر من التقلبات السعرية المؤقتة.”

الدول المستوردة للكهرباء السويدية

  • الدنمارك والنرويج: كانتا الوجهتين الرئيسيتين لصادرات الكهرباء السويدية.
  • فنلندا: انخفضت الصادرات إليها بسبب تشغيل محطة أولكيلوتو 3 النووية الجديدة.

الاعتماد المحدود على استيراد الكهرباء

رغم الأرقام القياسية في التصدير، لم تعتمد السويد سوى بنسبة 2% فقط من الوقت على استيراد الكهرباء خلال عام 2024، أي ما يعادل 154 ساعة فقط من العام، مع استيراد 111 جيجاواط ساعة، وهو أقل من 1 بالألف من إجمالي الاستهلاك الوطني.

التوقعات المستقبلية: الحاجة لزيادة الطاقة الإنتاجية

رغم الأداء الممتاز حاليًا، حذر الخبراء من أن السويد بحاجة لمواصلة الاستثمار في البنية التحتية للطاقة، خصوصًا مع خطط مضاعفة استهلاك الكهرباء في المستقبل مع زيادة الاعتماد على الكهرباء في القطاعات الصناعية والنقل.

وأكد جونسون:
“نحتاج لمزيد من الإنتاج وزيادة قدرة الشبكة الكهربائية على المدى الطويل لتلبية الاحتياجات المستقبلية.”

خلاصة: إنجاز يعكس كفاءة الطاقة المتجددة

الرقم القياسي في تصدير الكهرباء لعام 2024 يعكس نجاح السويد في توسيع طاقتها المتجددة، خاصة طاقة الرياح، مما أتاح لها تصدير فائض الطاقة وخفض الأسعار محليًا. ومع استمرار الاستثمارات في الطاقة المستدامة، يبدو مستقبل السويد في قطاع الطاقة واعدًا، بشرط استمرار التطوير في الشبكات والبنية التحتية.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع