بلاغات عن شاحنة بيضاء تستهدف الأطفال: لماذا يصدقها البعض ويتجاهلها الآخرون؟ هل هناك ما يدعو للقلق حقًا؟

الشاحنة البيضاء: حكاية قديمة تتجدد، فما الحقيقة؟. Foto: Stefan Lindblom / SCANPIX

ستوكهولم: أثارت بلاغات متعددة عن شاحنات بيضاء يشتبه بتورطها في محاولة استدراج أطفال، حالة من القلق والجدل في عدة مناطق من السويد. وبينما يشير البعض إلى خطر حقيقي، يرى آخرون، بمن فيهم الشرطة، أن الأمر قد يكون مجرد أسطورة حضرية تفاقمت مع الوقت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي.

بلاغات حديثة تُشعل المخاوف

في الأسبوع الماضي، أصدرت بلدية Kinda تحذيرًا بعد الإبلاغ عن رجلين في شاحنة بيضاء حاولا استدراج أطفال بعد ان عرضوا عليهم إيصالهم إلى منازلهم. الحوادث وقعت في مناطق Rimforsa وKisa، مما دفع البلدية إلى دعوة الأهالي للتحدث مع أطفالهم حول عدم قبول أي عروض من الغرباء.

كما تلقت بلدية Motala بلاغات عن الشاحنة نفسها التي شوهدت في منطقة Fornåsa.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة إلين أندرسون: “لم يتعرض أحد للأذى أو التهديد، لكننا نريد أن نفهم سبب محاولة هؤلاء الرجال التواصل مع الأطفال.”

تحقيقات تُغلق وأخرى تستمر

في وقت سابق من هذا العام، قررت النيابة العامة إغلاق تحقيقات تتعلق بسبع حالات مشتبه بها لمحاولة اختطاف أطفال في مدينة لينشوبينغ بعد عدم العثور على أدلة على حدوث جرائم. ومع ذلك، لا يزال تحقيق واحد مفتوحًا حول محاولة اختطاف طفل في المدينة، دون أي صلة مؤكدة بشاحنة بيضاء.

الشاحنة البيضاء: رمز أم تهديد؟

ماتس كارلسون، رئيس الاستخبارات في شرطة الجنوب، يشير إلى أن تكرار ظهور “الشاحنة البيضاء” في مثل هذه البلاغات يجعلها تبدو كـ”أسطورة حضرية”.

وقال كارلسون: “من اللافت للنظر أن تكون الشاحنة البيضاء دائمًا محور هذه البلاغات. لقد ظهرت مرارًا وتكرارًا على مدى سنوات، مما يجعلنا نتساءل عن صحة الادعاءات.”

وأضاف: “لا يعني ذلك أنه لا يمكن أن تحدث جرائم مرتبطة بشاحنات بيضاء، لكن ينبغي دائمًا التحقق من التفاصيل قبل نشر المخاوف.”

دور وسائل التواصل الاجتماعي

يرى كارلسون أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا كبيرًا في انتشار هذه الظاهرة. وأوضح: “تنتشر هذه الشائعات بسرعة عندما يكتب شخص ما شيئًا غامضًا عن وجود شاحنة بيضاء غريبة. يتحول ذلك إلى حقيقة بالنسبة للآخرين دون تحقق، مما يؤدي إلى تضخيم القصة.”

تأثير البلاغات على المجتمعات

على الرغم من أن الشرطة تدعو إلى التحقق والهدوء، فإن البلاغات عن الشاحنات البيضاء تثير قلقًا كبيرًا في المجتمعات المحلية.

وأشار كارلسون: “ما يزعجني هو أننا قد نكون نصنع شعورًا بعدم الأمان دون وجود خطر حقيقي. هذا يؤدي إلى قلق غير ضروري بين الأهالي.”

تظل قضية “الشاحنات البيضاء” موضوعًا مثيرًا للجدل، بين من يعتبرها تهديدًا حقيقيًا ومن يراها مجرد شائعة تضخمت على مر السنين. ومع استمرار التحقيقات في بعض القضايا، يبقى من الضروري توخي الحذر والتحقق من المعلومات قبل نشرها لإيجاد توازن بين الحذر والاطمئنان.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع