بين دعم الشركة وغضب الجيران: هل يحق طرد المرأة الستينية بسبب أفعال أبنها الذي يمتلك سجلا حافلاً بالجرائم؟

Bild: Markus Lundqvist
Bild: Markus Lundqvist

في مدينة أوريبرو، الواقع وسط السويد، تواجه امرأة في الستينيات من عمرها خطر فقدان منزلها بسبب تصرفات ابنها الإجرامية، وهو أمر أثار جدلًا واسعًا بين سكان البناية التي تعيش فيها. فبينما يعاني الجيران من سلوك ابنها، الذي يعود للإقامة معها بين فترات سجنه المتكررة، يتمسك بعضهم بضرورة إخلائها من الشقة حفاظًا على الأمان في المبنى. في المقابل، تجد الأم دعمًا غير متوقع من الشركة المالكة للعقار، “Örebrobostäder”، التي ترفض تحميلها المسؤولية الكاملة عن تصرفات ابنها.

الابن بين السجن والإجرام: هل يدفع ثمنه المجتمع؟

الابن الذي يُعد السبب الرئيسي للمشاكل، لديه سجل جنائي يتضمن ما يقرب من 20 إدخالًا في السجل الإجرامي. بين فترات سجنه، يعود للإقامة مع والدته، حيث تزايدت شكاوى الجيران ضده. من أبرز هذه الشكاوى، اتهامات ببيع المخدرات في ممرات البناية، وتخريب الممتلكات، بالإضافة إلى استضافة أشخاص مشبوهين.

ولم تتوقف تصرفاته عند هذا الحد، بل تسببت أيضًا في تحطيم زجاج البناية ومحاولة دخوله إلى شقة والدته باستخدام سلم خارجي، مما دفع الجيران لتقديم طلب رسمي لطرد والدته.

المرأة في قلب العاصفة: الدفاع والوعود

رغم الشكاوى المتزايدة، تجد الأم دفاعًا قويًا من قبل الشركة المالكة للعقار. بعد تقديم شكاوى الجيران ورفع القضية إلى هيئة الإيجارات، أوضحت “Örebrobostäder” أن الأم وعدت بعدم السماح لابنها بالإقامة معها مجددًا، مؤكدة أن الوضع قد تحسن بالفعل منذ ذلك الحين. هذا التعهد أقنع الشركة بعدم اتخاذ إجراءات فورية ضدها، ما أثار استياء بعض الجيران الذين يعتبرون الموقف غير قابل للاستمرار.

أمر قضائي أم حل جزئي؟

في محاولة للسيطرة على الوضع، نجحت الأم في الحصول على أمر قضائي يمنع ابنها من الاقتراب من البناية أو التواجد في الممرات المشتركة، وهو ما قد يساعد على تخفيف حدة المشاكل. لكن هذا الإجراء لا يضمن حل المشكلة بشكل نهائي، حيث تظل احتمالية عودة الابن وإثارة الاضطرابات قائمة. وإذا استمر في زيارتها وتسبّب بمزيد من الإزعاج، فإن الأم قد تواجه خطر الإخلاء مرة أخرى.

مستقبل غامض: هل العقاب هو الحل؟

تثير هذه القضية تساؤلات عديدة حول مدى عدالة طرد الأم بسبب أفعال ابنها. فهل يجب تحميلها مسؤولية تصرفاته الإجرامية؟ أم أن الحل يكمن في توفير دعم أكبر للعائلات التي تواجه مثل هذه الظروف؟ وبينما يظل مصير المرأة معلقًا بيد السلطات، يبقى السؤال قائمًا: هل طردها من منزلها هو الحل الأمثل لضمان الأمان في المجتمع؟

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع