يواجه حزب اليسار السويدي بقيادة نوشي دادغوستار ضغوطًا متزايدة في ظل اتهامات بالمعاداة للسامية وانقسامات متعلقة بقضية إسرائيل وفلسطين. تأتي هذه الأزمة بعد مغادرة و/أو طرد أربعة أعضاء بارزين من الحزب خلال العام الماضي، من بينهم ثلاثة في الشهرين الأخيرين فقط، مما أثار انتقادات من حركات داعمة للقضية الفلسطينية والمجلس المركزي اليهودي.
موقف الحزب من الاتهامات بالمعاداة للسامية
تعرضت قيادة الحزب لانتقادات على خلفية تعاملها مع قضايا المعاداة للسامية المزعومة. من أبرز الحوادث كان طرد كريستوفر لوندبرغ في أكتوبر 2024، الرئيس السابق لجمعية الحزب في أنغريد، يوتبوري. جاء الطرد بعد أن عبّر عن دعمه للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المصنفة كمنظمة إرهابية. وأكدت الأمينة العامة للحزب، ماريا فورسبيرغ، أن القرار جاء على خلفية دعم لوندبرغ لمنظمة متورطة في هجمات عنيفة.
مغادرة شخصيات بارزة وزيادة التوترات
في سبتمبر 2024، استقال أوروا قدورة، نائب رئيس فرع الحزب في مالمو، عقب بدء إجراءات لمراجعة عضويته. أصدرت الجمعية المحلية في مالمو بيانًا يدعم قدورة، مؤكدةً أنها شعرت بمواجهة من قبل الحزب المركزي وأن الحزب فقد بعض جوانبه الأيديولوجية، مما أضر بصورة الحزب.
في أغسطس 2024، كان علي حدروس، السياسي المحلي في لاندسكرونا، موضوعًا لتحقيق حول طرده، إلا أنه قرر مغادرة الحزب قبل صدور القرار النهائي. قبل ذلك، في نوفمبر 2023، تم طرد بيورن آلينغ، السياسي المحلي في لينشوبينغ، بسبب ما وُصف بـ”هجمات متكررة وشديدة”.
ردود الفعل والدعم الداخلي لقيادة الحزب
رغم هذه الانقسامات، أكدت قيادات الحزب المحلية دعمها لنهج نوشي دادغوستار في التعامل مع القضية الفلسطينية والاتهامات بالمعاداة للسامية. أوضحت نتائج استطلاع أجراه التلفزيون السويدي SVT أن جميع رؤساء الفروع الـ23 الذين استجابوا عبروا عن ثقتهم في دادغوستار، مشيرين إلى أنها أظهرت شجاعة ونزاهة في موقفها من هذه القضية الشائكة. وكتب أحد الرؤساء: “نوشي وقفت بحزم مع قيمنا في موقف صعب، وأظهرت شجاعة ونزاهة في قراراتها”.
انتقادات وحساسية العلاقة مع الحركات الفلسطينية
ترتبط القضية أيضًا بالحساسيات المتعلقة بالعلاقة بين حزب اليسار والحركة الفلسطينية في السويد. أشارت بعض المصادر إلى أن هذه العلاقة قد تؤدي إلى زيادة التوترات داخل الحزب في حال تبني مواقف متشددة تتعارض مع توجهات القيادة المركزية. وأكد بعض النقاد أن دادغوستار تعتمد بشكل كبير على دعم الحركات الداعمة للقضية الفلسطينية لضمان قاعدة حزبية موحدة، مما يجعل موقفها حساسًا في ظل الاتهامات الأخيرة.
المواقف تجاه العنف والإرهاب
أوضح الحزب أنه يرفض جميع أشكال الإرهاب، سواء كان من قبل حماس، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أو الحكومة الإسرائيلية. كتب أحد قادة الحزب المحليين: “من الضروري أن يبتعد الأعضاء عن التعبيرات أو الرموز المعادية للسامية، ومن لا يفعل ذلك ليس له مكان في حزب اليسار”.
المصدر: SVT