تحذيرات أمريكية تهدد موسم عيد الفطر في دمشق: قلق اقتصادي وتخوفات أمنية

أجواء العيد في سوريا. Copyright AP Photo

دال ميديا: مع اقتراب عيد الفطر، أصدرت سفارة الولايات المتحدة في سوريا تحذيرًا لرعاياها من زيارة البلاد، مشيرة إلى “مخاطر متزايدة” قد تستهدف الأماكن العامة والمنشآت الدولية. هذا القرار المفاجئ أثار موجة من القلق والاضطراب داخل العاصمة دمشق، حيث يعتمد العديد من القطاعات الاقتصادية على موسم العيد لتعويض الركود المستمر.

تأثير مباشر على القطاع الصحي

أحد المتضررين من هذه التحذيرات هو الطبيب بشار، الذي يملك عيادة أسنان في شارع 29 أيار بوسط دمشق. يقول بشار لموقع يورونيوز:

“شكل القرار صدمة لنا صباح اليوم السبت 29 آذار/مارس، حيث ألغى عدد من المرضى من الأردن والعراق زيارتهم المقررة إلى دمشق.”

وأضاف الطبيب أن فترة عيد الفطر كانت تُعَد فرصة لتعويض توقف العمل خلال شهر رمضان، لكن التحذيرات ستدفعه للاعتماد على المرضى المحليين فقط، مما لن يعوض الخسارة المتوقعة.

قطاع المطاعم يواجه تحديًا جديدًا

في منطقة باب توما بدمشق القديمة، يعبر سيمون، صاحب مطعم شعبي، عن خشيته من تراجع الإقبال خلال فترة العيد. يقول:

“عيد الفطر موسم ذهبي لنا، حيث يجتمع السياح العرب والسوريون لإقامة الحفلات والمناسبات. لكن التحذيرات الأمريكية قد تؤدي إلى انخفاض أعداد الزوار.”

ويأمل سيمون أن يتفهم الناس أن هذه التحذيرات مجرد إجراءات احترازية، مؤكدًا أن الحركة في دمشق لا تزال شبه طبيعية رغم الضجة الإعلامية.

مخاوف تجارية في سوق الحمراء

في سوق شارع الحمراء التجاري، يوضح مصطفى، أحد الباعة، أن فترة التحضير للعيد كانت جيدة نسبيًا، لكن التحذير الأمريكي جاء كضربة مفاجئة.

“كنا نعول على قدوم السياح العرب لزيادة حركة البيع، لكن إذا استجابوا للتحذيرات، سنواجه شللًا اقتصاديًا مقصودًا.”

رؤية المواطنين: بين التحذير والروتين الدولي

على الجانب الآخر، يرى المواطن سامر عيسى أن التحذيرات الأمريكية ليست سوى خطوة روتينية لضمان سلامة الرعايا الأمريكيين. يقول سامر:

“أي قرار دولي يترك أثرًا عميقًا داخل سوريا قبل أن يصل إلى الخارج. نخشى أن تؤدي هذه التحذيرات إلى إضعاف الاقتصاد المحلي، رغم عدم وجود تهديدات ملموسة.”

السفارة الأمريكية: تحذيرات أمنية تستند إلى مخاوف حقيقية

في بيانها الرسمي، أكدت السفارة الأمريكية أن التحذير يستند إلى مخاطر كبيرة للإرهاب والاضطرابات المدنية والخطف. وأشارت إلى احتمال وقوع هجمات على المنشآت الدولية والسورية خلال فترة العيد.
وأكدت أن أساليب الهجوم قد تشمل مهاجمين انتحاريين أو رجالًا مسلحين أو عبوات ناسفة.

انعكاسات القرار على الاقتصاد المحلي

تُعتبر فترة عيد الفطر موسمًا حيويًا للاقتصاد المحلي في دمشق، حيث تزداد حركة التسوق وتنتعش المطاعم والأسواق. لكن التحذيرات الأمريكية قد تُلقي بظلال ثقيلة على هذه الحركة، مما يهدد موسم العيد الذي طالما اعتمدت عليه القطاعات الاقتصادية لتغطية نفقات الشهور الماضية.

خلفية سياسية: تحذيرات تعيد للأذهان مشاهد الحرب

يأتي هذا التحذير في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة في سوريا، رغم الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي. وعلى الرغم من الجهود المحلية والدولية لإعادة بناء البلاد، إلا أن المخاوف الأمنية ما زالت تلقي بظلالها على الحياة اليومية للسوريين.

ماذا بعد؟

يترقب أصحاب الأعمال والمواطنون في دمشق نتائج هذه التحذيرات على الحركة الاقتصادية والاجتماعية، في وقت لا تزال فيه الذاكرة الجمعية للسوريين مليئة بآثار الحرب والتوترات. يتساءل الكثيرون: هل يمكن تجاوز هذه التحذيرات من خلال إجراءات محلية تطمئن الزوار، أم أن الاقتصاد المحلي سيتأثر بشكل مباشر؟

المزيد من المواضيع