كشفت تحقيقات حديثة عن عدة حالات من العائلات السويدية التي واجهت اتهامات خطيرة من أطباء في مستشفى “Sachsska” للأطفال في ستوكهولم، بعد اتهامهم بممارسة نوع من الإساءة يُعرف باسم مُنْشهاوزن بالوكالة، وهي حالة نادرة حيث يقوم الأهل بتزوير أعراض المرض عند أطفالهم أو التسبب في المرض عمدًا. تُعد هذه الحالة من أشد أنواع الإساءة للأطفال وتستلزم تدخلاً قانونيًا وطبيًا سريعًا.
من أبرز تلك الحالات، حالة جيني توستروم التي اتهمها الأطباء في المستشفى خلال خريف 2022 بأنها تساهم في التلاعب بصحة ابنتها المراهقة، البالغة من العمر 15 عامًا. بدأت الشكوك تحوم حول الأم بعد أن لم تتحسن حالة الفتاة الصحية رغم العلاجات المقدمة، فتم تفسير الأمر على أنه محاولة من الأم لدفع ابنتها إلى تبني “هوية مرضية”. بسبب هذه الاتهامات، تم أخذ الفتاة من والدتها ووضعها تحت رعاية عائلة أخرى لمدة شهرين. إلا أن التحقيقات التي أجرتها الشرطة والسلطات الاجتماعية لم تسفر عن أي دليل يثبت الاتهام ضد الأم، وتم إغلاق القضية.
لم تكن حالة جيني استثنائية؛ حيث أشارت التقارير إلى حالتين أخريين تعرضتا لنفس الاتهام من قبل الطبيبة ذاتها في المستشفى. في حالة أخرى تعود لعام 2019، تعرضت عائلة أخرى لنفس المصير بعد اتهامها بأن الأم تسببت في حالة مرضية لابنتها التي كانت تعاني من نفس الأعراض التي ظهرت عند ابنة جيني.
في تعليقه على هذه القضايا، أوضح الطبيب النفسي والخبير في مجال مُنْشهاوزن بالوكالة، بيورن لوندين، أن هذه الحالات نادرة للغاية، خصوصًا إذا ظهرت في أعمار متأخرة مثل المراهقة. وأضاف أنه من الضروري إجراء تحقيقات دقيقة قبل اتهام أي عائلة بهذه الجريمة، مؤكدًا أن غالبية الحالات التي يتعامل معها تبدأ في سن مبكرة جدًا.
كما أظهرت التحقيقات حالة ثالثة من عام 2020 حيث اتهمت عائلة بممارسة الإساءة بعد أن تم نقل ابنهم إلى المستشفى بعد سقوطين متتاليين. وبالرغم من أن الشرطة والسلطات تدخلت، وتم أخذ الطفلين من العائلة لمدة ستة أسابيع، فإن التحقيقات لاحقًا أثبتت براءة الوالدين وتمت إعادة الطفلين إليهم.
من جانبه، لم يكن مستشفى “ساكسكا” على علم بهذه الحالات المتكررة، حيث أشار المسؤولون في المستشفى إلى أنهم يتبعون البروتوكولات الطبية والقانونية الملزمة بالإبلاغ عن أي حالات يُشتبه فيها بإساءة معاملة الأطفال. صرحت الطبيبة المسؤولة عن الحالتين بأنها كانت تقوم بواجبها في حماية الأطفال من أي ضرر محتمل، ولكنها لم ترد على طلبات الصحافة للتعليق.
ما هي متلازمة مُنْشهاوزن بالوكالة؟
تُعرف متلازمة مُنْشهاوزن بالوكالة بأنها شكل من أشكال الإساءة للأطفال حيث يقوم الأهل، غالبًا الأم، بتزوير أو التسبب عمدًا في أعراض مرضية للطفل بهدف لفت الانتباه أو الحصول على الرعاية الطبية. تعد هذه المتلازمة من أخطر أشكال الإساءة بسبب تأثيرها الجسدي والنفسي على الأطفال.
التبعات القانونية والطبية:
تعد هذه القضايا مثالًا على التحديات التي تواجهها المؤسسات الطبية والقانونية في تحديد صحة الاتهامات من عدمها. وعلى الرغم من ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية لحماية الأطفال، فإنه يجب أن تكون التحقيقات دقيقة وتستند إلى أدلة قوية لتجنب تدمير حياة العائلات بدون داع.
المصدر: لفتت هذه الحالات الانتباه إلى الحاجة إلى المزيد من التدقيق في الإجراءات المتبعة لتجنب تكرار مثل هذه الاتهامات دون أدلة كافية، مع ضمان حماية حقوق الأطفال والأسر.
المصدر: svt