أظهرت مراجعة قامت بها SVT Nyheter، ان عيادات خاصة تقوم بإجراء عمليات لإعادة غشاء البكارة للفتيات اللواتي فقدن عذريتهن، حيث تكلف سعر العملية ما بين 10 و 44 الاف كرونة سويدية.
وبالرغم من عدم قانونية هذه العمليات الجراحية، إلا ان هناك العديد من العيادات الخاصة مستعدة لإجراء ما يسمى بـ “عمليات إعادة العذرية” للفتيات، مقابل مبالغ كبيرة من المال.
و قالت مادلين لارسون، المحققة في مؤسسة المساواة بين الجنسين، ان ما يقومون به، يُعتبر جزء من العنف والقمع ضد النساء وهو مرتبط بحماية الشرف.
ووفق للتحقيق الصحفي الذي قام به التلفزيون السويدي SVT، هناك خمسة من عشرين عيادة خاصة تقوم بهذا النوع من العمليات تحت أسم استعادة العذرية و خدمة لحماية الشرف والعذرية.
وبحسب ما جاء في التحقيق، ان احد أهم شروط العذرية والكمال لدى المرأة ان تنزف ليلة زفافها، وهو إجراء لإظهار البراءة بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في الحفاظ على معايير الشرف. واذا ما قامت الفتاة بتحدي هذا المفهوم و الاعتقاد السائد بشكل علني، يتم وصمها و عائلتها بالعار، حيث تخاطر بالعقاب الجسدي حتى تستعيد العائلة بما يسمى بالشرف الضائع.
وجاء في تحقيق SVT، ان بعض الأنشطة تتم في الخفاء بعيد عن أعين السلطات والقوانين، فقد أعرب أحد الأطباء في Vårby Care في ستوكهولم، عن استعداده لإجراء عملية جراحية مقابل 10 الاف كرونة سويدية، وعندما حان وقت المقابلة، إلغاء الطبيب الزيارة بشكل عاجل، وبدلاُ من ذلك أعطى نصيحة بان تقوم الفتاة بوضع قطعة من كبد الدجاج الطازج في مهبلها للتأكد من تواجد الدم عندما ينام الرجل معها.
وعندما واجه فريق تحقيق SVT، الطبيب لاحقاً بما قاله، رد الطبيب انه يساعد الفتيات من التعرض للإضطهاد باسم الشرف و يعمل على انقاذ شرفهم. لانها قد تتعرض حتى للقتل اذا لم يكتشف الرجل في الليلة الأولى انها ليست عذراء، كما يقول الطبيب.
الهدف ان تصبح عذارء مرة أخرى
ليست العيادة الصغيرة فحسب، بل هناك العيادات الكبيرة ايضا، تعرض على الفتيات إصلاح غشاء البكارة. في هذا الصدد تقول عيادة “ديفيتا” للتجميل، انهم مستعدون لإجراء هذا النوع من الجراحة، ولكن قبل الاستشارة بقليل، رفضوا الأمر والسبب بحسب الممرضة، ان الجراح لا يريد ان ينتهي به الأمر في وسائل الاعلام.
حتى في عيادة الأكاديمية في ستوكهولم ايضا والتي تصف نفسها بانها رائدة في مجال الجراحة التجميلية في دول الشمال الأوروبي، تقوم بإجراء هذا النوع من الجراحات بنحو 30 الف كرونة سويدية، وهي الوحيدة التي وافقت على إجراء مقابلة صحفية حول هذا الموضوع.
تقول الجراحة التجميلية ريكا فيلتهايم من عيادة الأكاديمية في ستوكهولم، انهم يساعدون الفتيات، انهم يائسون وهم بحاجة الى ان يصبحن عذارا مرة اخرى وليس لديهم مكان اخر يلجأون إليه.
وقالت مادلين لارسون من مؤسسة المساواة بين الجنسين، انه من غير المعروف عدد الفتيات اللواتي يتم تزويجهن في السويد و يجبرن على فحص عذريتهن، وذلك لإنقاذ أنفسهن و عوائلهن من “العار”. وتضيف، ان المهم في هذه المسألة ان يظهر الدم خلال الجماع في الليلة الاولى من الزواج، من دون النظر الى الجوانب الأخرى التي ترى الفتاة نفسها فيها.
وتنوه لارسون، ان القضية تبقى غير نظيفة وتظل في المنطقة الرمادية حتى لو كان ما يقومون به قانونياً. و وفقاً لقانون سلامة المرضى، يجب على الأطباء التصرف وفقاً للعلم والخبرة الطويلة، وإلا فأن الكثير من الأطباء سوف يفقدون تراخيصهم اذا لم يكن عملهم قانونياً من كافة النواحي.
خلال السنوات الأخيرة، كان هناك جدل واسع و اقتراحات حول حظر هذا النوع من الجراحات، كما انه لا يوجد في القانون السويدي ما يحظر التدخلات في الرعاية الخاصة أو العامة للنساء ما فوق سن 18 عاماً، لكن الحكومة الجديدة أوضحت انها تعمل على تجريم هذا النوع من الجراحات.
ومع ذلك، ينصح المجلس الوطني للصحة والرعاية، الأطباء بإجراء كل من شهادات العذرية وفحوصات العذرية، لأنه لا يوجد دليل لتحديد ما إذا كانت المرأة قد مارست الجماع. يمكن أيضًا أن يعاقب إجراء فحص العذرية إذا تم بدون موافقة الفتاة، أو إذا كان الشخص الذي يتم فحصه أقل من 15 عامًا.
لم يتم تحديد مدى شيوع عمليات العذرية في السويد، لكن التحقيق الحكومي لديه مهمة مراجعة القانون لمعرفة كيف يمكن تعزيز الحماية من السيطرة على الحياة الجنسية للنساء والفتيات.