دال ميديا: في واحدة من أغرب الحالات الطبية-القانونية التي تشهدها السويد مؤخرًا، تصاعدت موجة الانتقادات الحادة ضد ما يُعرف بـاختبار PEth، وهو فحص دم يستخدم للكشف عن استهلاك الكحول على المدى الطويل.
لكن بدلًا من أن يكون أداة علاجية أو وسيلة مساعدة في رعاية المرضى، بات هذا الفحص بمثابة المقصلة الجديدة التي تهوي على رخص القيادة، وتطيح بحياة الناس دون أن يرتكبوا جرمًا واضحًا.
القصة التي فجّرت الغضب جاءت من سوندسفال، حيث كانت “سوزانا لينده” تظن أنها تخضع لفحص روتيني عادي في مركزها الصحي، لكن المفاجأة جاءت بعدها بأسابيع، عندما وصلها بريد من مصلحة النقل السويدية يبلغها بإلغاء رخصة قيادتها!
سوزانا تقول بدهشة ممزوجة بالغضب:
“لم أفهم شيئًا. اكتشفت لاحقًا أن الطبيب أخذ عيّنة دم وأجرى اختبار PEth دون أن يخبرني، ثم أرسل النتيجة مباشرة إلى مصلحة النقل. هل هذا فحص طبي أم كمين؟!”
اختبار الـPEth يُفترض أن يقيس مستوى استهلاك الكحول على مدى طويل، والغريب أن الحد الفاصل الذي تعتمد عليه الدولة – 0.3 – يعادل شرب حوالي 28 إلى 42 كأس نبيذ أو 21 إلى 28 عبوة بيرة قوية في الأسبوع.
سوزانا علقت على هذا قائلة:
“من يستهلك هذه الكمية؟! أنا بالكاد أشرب كأسًا في المناسبات. لا يمكن أن تكون النتيجة صحيحة!”
الطبيب العام “تور ستولهامار”، الذي أصبح الآن من أبرز الأصوات المعارضة لهذه الممارسة، يقول إن الوضع “كارثي من الناحيتين الطبية والقانونية”. ويضيف:
“تحليل PEth لا يكفي وحده لتحديد ما إذا كان الشخص يشكل خطرًا على الطرقات. هناك حاجة لحوار شخصي وتقييم شامل، وإلا فإننا نمارس نوعًا من القمع الطبي البارد.”
ورغم هذه الانتقادات، فإن مصلحة النقل السويدية لا ترى مشكلة كبيرة، بل تؤكد أن الفحص معتمد، ويُستخدم بشكل روتيني، مع التأكيد – بشيء من التناقض – أن النتيجة لا تعني بالضرورة أن الشخص يقود تحت تأثير الكحول.
باتريك غروندتمان، المحقق في الهيئة، قال:
“الاختبار لا يعني أنك تمثل خطرًا، لكنه يُستخدم كأحد مؤشرات التقييم… والقرار يُتخذ بناء على كل حالة على حدة.”
لكن الحقيقة الأكثر قسوة أن عدد رخص القيادة التي أُلغيت لأسباب طبية مرتبطة بنتائج هذا التحليل قد ارتفع بشكل كبير منذ عام 2020، مما يعزز المخاوف من أن الاختبار أصبح وسيلة سريعة لتقليص عدد السائقين… بدلًا من أن يكون وسيلة للرعاية.
سوزانا، التي تسعى الآن للطعن في القرار بمساعدة محامية، تقول بصوت مكسور:
“هذا دمّر حياتي اليومية. لا أستطيع العمل، ولا التنقل، ولا زيارة عائلتي. كل هذا وأنا لم أرتكب أي خطأ!”
المصدر: TV4