تراجع كبير في شعبية “ديمقراطيو السويد” وسط استمرار العنف وانتقادات حادة للحزب
شهد حزب “ديمقراطيو السويد” تراجعاً كبيراً في أحدث استطلاع للرأي أجرته قناة TV4 بالتعاون مع مؤسسة Novus، حيث فقد الحزب 2.6 نقطة مئوية من شعبيته، وهو تراجع ملحوظ يعكس إحباطاً متزايداً بين الناخبين. يأتي هذا التراجع في وقت تستمر فيه حوادث إطلاق النار والعنف المرتبط بالعصابات في الهيمنة على وسائل الإعلام، مما أثار تساؤلات حول قدرة الحزب على تحقيق وعوده المتعلقة بالقضاء على الجريمة.
أسباب التراجع: مشاحنات داخلية وتأثيرات سلبية
هذا التراجع يأتي في وقت حساس، حيث يستعد زعيم الحزب جيمي أوكيسون لإلقاء خطابه الصيفي في مسقط رأسه سيلفسبوري، المدينة التي أصبحت مؤخراً مرتبطة بالصراعات السياسية على المستوى المحلي. المشاحنات السياسية قد تكون مفيدة في جذب الانتباه، لكن عندما تعكس صورة حزب يعيش في حالة من الفوضى، فإن ذلك قد يؤدي إلى تآكل الثقة بين الناخبين.
قبل أشهر قليلة، كشف برنامج “كالا فاكتا” على قناة TV4 أن حزب “ديمقراطيو السويد” كان يدير عدة حسابات مجهولة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعضها كان يستخدم للسخرية من الأحزاب المتحالفة معه في الحكومة. هذه الفضيحة أضرت بصورة الحزب، خاصة في ظل الانتقادات التي وُجهت له بسبب الطريقة التي يدير بها شؤونه الداخلية.
انتقادات من الداخل وضغوط من الناخبين
مع استمرار العنف بين العصابات في الانتشار، بدأ ناخبو “ديمقراطيو السويد” في فقدان صبرهم. هؤلاء الناخبون، الذين كانوا يتوقعون نتائج فورية في مكافحة الجريمة، باتوا يشعرون بالإحباط بسبب عدم وجود تقدم ملحوظ على الأرض. هذا الوضع أدى إلى تحول بعضهم نحو حزب “المعتدلين”، الذي شهد بدوره تقدماً بنسبة نقطة مئوية واحدة في نفس الاستطلاع، مما جعله يتفوق على “ديمقراطيو السويد”.
عودة الناخبين إلى الأحزاب التقليدية
الاستطلاع أظهر أيضاً تقدم حزب “الاشتراكيين الديمقراطيين” بنسبة 3.6 نقطة مئوية، في حين تراجع حزبا “اليسار” و”الخضر”. يعود هذا التراجع جزئياً إلى انتهاء الزخم الذي حققته هذه الأحزاب خلال الانتخابات الأوروبية، حيث تركز الاهتمام حينها على قضايا المناخ. الآن، ومع تحول التركيز الإعلامي إلى قضايا الجريمة، عاد العديد من الناخبين إلى دعم “الاشتراكيين الديمقراطيين”.
في المجمل، يكشف هذا الاستطلاع عن مرحلة حساسة يمر بها حزب “ديمقراطيو السويد”، حيث يواجه ضغوطاً متزايدة من ناخبيه ومن الأحزاب المنافسة. في الوقت الذي يستعد فيه الحزب لمواجهة هذه التحديات، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان بإمكانه استعادة الثقة التي بدأت في التآكل.
المصدر: tv4