إذا كنت تتساءل عمّا قد يكون مفاجئًا في لاس فيغاس، المدينة الشهيرة بكازينوهاتها ولياليها الصاخبة وفنادقها الفاخرة، فالإجابة حاليًا هي: تمثال عاري بارتفاع 13 مترًا للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب!
نعم، لم تقرأ ذلك خطأً، فالسيد ترامب – الذي طالما كانت له بصمات واضحة على السياسة الأمريكية – أصبح الآن جزءًا من مشهد الفن العام في لاس فيغاس، ولكن بشكل قد لا يكون هو نفسه اختاره أو توقعه. هذا التمثال الضخم هو جزء من مشروع يُدعى “سَكِف وشامل”، يهدف إلى جلب النقاشات الساخرة حول الشفافية (أو ربما غيابها) في السياسة، ودعوة الناس للتفكير النقدي حول النفوذ السياسي. يبدو أن هذا المشروع قرر أن “العري هو أفضل وسيلة للتعبير عن الشفافية”، أو ربما مجرد وسيلة لجذب أكبر قدر من الاهتمام.
هذا التمثال، الذي يزن حوالي ثلاثة أطنان، يحمل ميزة غير عادية: ذراعا ترامب مرتبطتان بحبال مثل دمية الماريونيت، ويمكن تحريكهما، مما يجعلنا نتساءل من الذي كان يتحكم في تحريك ذراعيه السياسية في البيت الأبيض!
الأمر لا يتوقف هنا، فالإلهام وراء التمثال يعود إلى مشروع فني سابق ظهر في خمس مدن أمريكية عام 2016، حيث شوهدت تماثيل عارية لترامب في نيويورك، سان فرانسيسكو، لوس أنجلوس، كليفلاند وسياتل. حينها، أُطلق على المشروع اسم “الإمبراطور بلا كرات”، وكان من إنتاج مجموعة تُدعى “إنديكلاين”، التي تصف نفسها بأنها “مجموعة فنية نشطة”. يبدو أن المجموعة لم تُضيع فرصة للتعبير الفني بطريقتها الخاصة، متخذة من ترامب هدفًا لها.
ومن الجدير بالذكر أن ظهور التمثال في لاس فيغاس جاء قبل حوالي شهر من الانتخابات الرئاسية المقبلة. هل هو مجرد مصادفة زمنية، أم أن هناك رسالة سياسية دفينة وراء هذا التوقيت؟ ربما لن نعرف أبدًا، لكن بالتأكيد، إذا كان هناك شيء واحد تستطيع لاس فيغاس فعله، فهو جذب الانتباه.
والسؤال هنا: هل سيتوقف زوار لاس فيغاس أمام هذا التمثال لالتقاط الصور، أم أنهم سيكتفون بنظرة سريعة تعكس دهشتهم من هذا المشهد غير المألوف؟ في كل الأحوال، يبدو أن ترامب، سواء كان في السياسة أو في الفن، لن يتوقف أبدًا عن إثارة الجدل.
المصدر: tv4