ترامب يعلن نهاية الحرب في أوكرانيا من خلف الميكروفون… وزيلينسكي يرد عليه بصورة من الأرشيف!

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

دال ميديا: في لحظة درامية من تلك التي يجيد إخراجها دونالد ترامب، وقف الرئيس الأمريكي السابق أمام عدسات الصحافة ليعلن بكل ثقة أنه نجح في إنهاء الحرب في أوكرانيا. لا مفاوضات علنية، لا وساطات طويلة، فقط… مؤتمر صحفي في البيت الأبيض وابتسامة واسعة.

وقال ترامب وكأنه يعلن فوزًا في برنامج تلفزيوني:
“أعتقد أن لدينا اتفاقًا مع الطرفين. روسيا؟ نعم. أوكرانيا؟ نأمل ذلك!”

لكن المفاجأة لم تكن فقط في التصريح، بل في التوقيت أيضًا، إذ جاء مباشرة بعد تقارير تفيد بأن نائبه، جي دي فانس، يقترح “خطة سلام” تتطلب من أوكرانيا أن تسلّم أجزاء واسعة من أراضيها المحتلة على طبق من فضة… لبوتين!

ترامب، الذي ربما يعتبر التفاوض مع رؤساء الدول نوعًا من صفقات العقارات، قال:
“كنت أظن أن التفاوض مع زيلينسكي سيكون أسهل. لكنه حتى الآن صعب!”
وكأنه يتحدث عن مفاوضات مع نادل متردد على سعر طبق السوشي، وليس رئيس دولة تحارب من أجل البقاء.

ولأن تويتر (أو X حاليًا) لم يعد ساحة للحمائم فقط، رد زيلينسكي سريعًا بصورة من وثيقة أمريكية تعود لعام 2018 – صادرة من إدارة ترامب نفسها – تؤكد رفضها القاطع لضم روسيا لشبه جزيرة القرم. الصورة كانت تقول أكثر مما تستطيع الكلمات قوله: “ذاكرتك قصيرة يا دونالد!”

لكن ترامب لم يتوقف. بل تابع عبر منصته Truth Social:
“إما أن يحصل على السلام، أو يواصل القتال ثلاث سنوات… ثم يخسر أوكرانيا كلها!”
وهو تصريح يمكن أن يُقرأ كتحليل سياسي… أو تهديد غير مباشر من رجل اعتاد أن يتحدث كأنه يبيع صفقات تأمين.

أما الخبير العسكري السويدي يواكيم بااسيكيفي، فلم يشترِ رواية ترامب كما تُباع قبعات “Make America Great Again”، بل صرّح بواقعية باردة:
“لا يوجد أي اتفاق سلام حقيقي. وحتى إن حصل، لن يكون دائمًا. الطرفان ما زالا على طرفي نقيض.”

وأضاف بحساسية أوروبية واضحة:
“المقلق هو أن تصريحات ترامب تُشبه ما يخرج من الكرملين. يبدو أن أمريكا بدأت تملّ من لعب دور الوسيط، وهذا خطر على الجميع.”

في النهاية، وبينما يحلم ترامب بتوقيع اتفاقية سلام من على شرفة البيت الأبيض، تواصل أوكرانيا القتال على الأرض، وتواصل روسيا فرض الأمر الواقع، وتواصل أوروبا القلق… أما ترامب، فقد يبدو أنه يعتقد أن السلام يمكن أن يتم عبر تغريدة، وصورة، ومؤتمر صحفي جيد الإضاءة.

المزيد من المواضيع