دال ميديا: أعلنت وزارة الداخلية التركية، اليوم السبت، اعتقال أكثر من 340 شخصًا على خلفية الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد، عقب توقيف رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بتهم تتعلق بالفساد والإرهاب.
وأكد وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن قوات الأمن ألقت القبض على 343 شخصًا ممن شاركوا في الاحتجاجات التي شهدتها مدن كبرى مساء أمس الجمعة. وقال: “لن نسمح لمن يسعون لتهديد النظام المجتمعي وسلامة المواطنين بإثارة الفوضى والاستفزاز”.
في الوقت ذاته، ذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن الشرطة نفذت عمليات دهم متزامنة أسفرت عن توقيف 56 شخصًا بتهمة التحريض على الاضطرابات من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن عمليات الملاحقة مستمرة بحق 38 شخصًا آخرين.
كما أفادت الوكالة بأن الشرطة التركية قامت اليوم باستجواب إمام أوغلو على خلفية اتهامات تتعلق بالإرهاب، بعد يوم واحد فقط من خضوعه للتحقيق بتهم فساد مالي.
احتجاجات حاشدة ودعوات للتصويت الرمزي
اعتقال إمام أوغلو، أحد أبرز خصوم الرئيس رجب طيب أردوغان، أثار موجة احتجاجات غاضبة في إسطنبول ومدن كبرى مثل أنقرة وإزمير وأضنة وأنطاليا وجنق قلعة وإسكي شهير وقونية وأدرنة. ورفع المحتجون شعارات تطالب بإطلاق سراحه ونددوا بما وصفوه بـ”استهداف للديمقراطية والمعارضة”.
في المقابل، دعا حزب الشعب الجمهوري – الذي ينتمي إليه إمام أوغلو – المواطنين إلى المشاركة في انتخابات رمزية يوم الأحد، من خلال صناديق اقتراع ستُنصب في شوارع المدن التركية “كإشارة تضامن مع إرادة الشعب”.
وقال إمام أوغلو في منشور عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “أدعو جميع مواطنينا للمشاركة في هذا الحماس الكبير. الأمة عظيمة والسيادة للشعب دون قيد أو شرط”، مشيدًا بالاحتجاجات التي وصفها بأنها “إلهام ديمقراطي للعالم”.
أردوغان يندد بالاحتجاجات
وفي أول تعليق له على الأزمة، أدان الرئيس رجب طيب أردوغان الاحتجاجات المناهضة للحكومة، مؤكداً أن تركيا “لن تُترك لإرهاب الشوارع”، في إشارة إلى المتظاهرين الذين خرجوا للليلة الثالثة على التوالي مطالبين الحكومة بالرحيل.
من جهة أخرى، أفادت وزارة الداخلية أن بعض المشتبه بهم الذين تم توقيفهم كانوا بحوزتهم كميات من المواد المخدرة، تم ضبطها أثناء تفتيش منازلهم.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس سياسيًا تشهده تركيا، حيث يُنظر إلى إمام أوغلو على أنه أحد أبرز المنافسين المحتملين لأردوغان في أي استحقاق رئاسي قادم، وهو ما يجعل هذه القضية محط أنظار الداخل التركي والمجتمع الدولي.