دال ميديا: في تطور جديد في المشهد السوري، صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يوم الجمعة، بأن القضاء على الوحدات الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة، والمعروفة باسم وحدات حماية الشعب (YPG)، يمثل “هدفًا استراتيجيًا” لتركيا. جاء هذا التصريح خلال مقابلة مع قناة “إن تي في” التركية، حيث وجه فيدان رسالة مباشرة لأعضاء الميليشيا وحكام سوريا الجدد من المعارضة المسلحة التي أطاحت مؤخرًا بنظام بشار الأسد.
رسالة صارمة إلى وحدات حماية الشعب
دعا فيدان أعضاء وحدات حماية الشعب غير السوريين إلى مغادرة الأراضي السورية على الفور، مشددًا على أن قيادة المجموعة بأكملها مطالبة بمغادرة البلاد أيضًا. كما طالب من تبقى من أفراد المجموعة بإلقاء السلاح والانخراط في الحياة المدنية.
وقال فيدان في تصريحه:
“يجب على أعضاء وحدات حماية الشعب غير السوريين مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن. بعد ذلك، يجب على من يبقوا أن يلقوا أسلحتهم ويواصلوا حياتهم.”
تحذيرات لحكام دمشق الجدد
وجه وزير الخارجية التركي تحذيرًا لحكام سوريا الجدد، المعارضة المسلحة المدعومة من أنقرة، بعدم الاعتراف بوحدات حماية الشعب أو تقديم أي دعم لهم. وأكد فيدان أن هذه المجموعة تمثل تهديدًا أمنيًا لتركيا التي تعتبرها منظمة إرهابية.
تركيا ورسالتها الإقليمية
تصريحات فيدان تأتي في وقت حساس حيث تعيد المعارضة المسلحة، التي تدعمها تركيا، ترتيب المشهد السياسي في سوريا بعد سيطرتها على دمشق. ووفقًا لفيدان، كانت أنقرة قد طلبت من روسيا وإيران، خلال محادثات جرت في قطر أثناء تصاعد الأحداث في دمشق، عدم التدخل عسكريًا لدعم نظام الأسد.
وحدات حماية الشعب بين واشنطن وأنقرة
تعد وحدات حماية الشعب الكردية شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش، لكنها في الوقت نفسه تُعتبر “عدوًا استراتيجيًا”لتركيا بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني (PKK)، المصنف كجماعة إرهابية في تركيا. وتشكل هذه القضية نقطة توتر رئيسية في العلاقات التركية-الأمريكية وفي المشهد الإقليمي.
تصريحات فيدان تشير إلى نوايا تركية واضحة لإعادة ترتيب الأوراق في سوريا بما يخدم مصالحها الاستراتيجية، مع التركيز على القضاء على وحدات حماية الشعب وضمان عدم تأثيرها على أمن تركيا.