تركيا تهدد وتنسق: أردوغان يلوّح بالقوة وفيدان يكشف عن زيارة محتملة إلى دمشق

أردوغان و الشرع خلال زيارة الأخير الى تركيا. Anadolu Agency

دال ميديا: أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، أن بلاده لن تتهاون مع أي محاولة لتقسيم سوريا أو تهديد وحدتها الإقليمية، مشددًا على أن تركيا والحكومة السورية ستكونان في مواجهة مباشرة مع أي طرف يسعى إلى زعزعة استقرار البلاد.

وقال أردوغان خلال تصريحات صحفية:

“على الجميع ألا يختبروا صبر تركيا، خصوصًا في ما يتعلق بالأحداث الجارية في سوريا”، مضيفًا أن أنقرة سترفض أي مساعٍ لإثارة الفتن تحت غطاء محاربة الإرهاب أو تحت أي ذرائع أخرى.

كما أوضح أن بلاده لن تقبل بالعودة إلى الوضع الذي سبق الثامن من ديسمبر، والذي وصفه بأنه نقطة فاصلة في مسار التطورات السورية، معتبرًا أن عودة الأوضاع إلى ما قبل سقوط النظام السوري أمر “غير وارد تمامًا”.


فيدان: نلتزم بالاستقرار… ونسعى لتفادي أي تصعيد عسكري مباشر

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مؤتمر صحفي ختامي لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي، إن أنقرة تواصل التزامها بدعم استقرار سوريا وتفادي أي تصعيد قد يُعرض أمنها أو سيادتها للخطر.

وانتقد فيدان في تصريحاته الغارات الجوية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، مؤكدًا أنها تساهم في تعقيد الوضع وتهديد الاستقرار، داعيًا إلى احترام السيادة السورية والمجال الجوي للبلاد.

وأشار الوزير إلى أن أنقرة تتخذ خطوات محسوبة لتفادي أي مواجهة مباشرة مع أطراف دولية داخل سوريا، كاشفًا في الوقت ذاته عن اهتمام من الرئيس أردوغان بزيارة دمشق، وأن هناك تنسيقًا جارٍ لتحديد توقيت الزيارة المرتقبة.

وأضاف:

“لا نسعى إلى أي صراع مع إسرائيل أو غيرها في المنطقة، ونعمل على ضبط النفس وتجنب أي انزلاق نحو المواجهة”.


فشل محادثات تركية – إسرائيلية بشأن خفض التوتر في سوريا

في سياق متصل، أفادت هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة أن محادثات رفيعة المستوى جرت بين وفدين تركي وإسرائيلي في باكو، عاصمة أذربيجان، في التاسع من أبريل/نيسان، بهدف بحث سبل خفض التوتر بين الطرفين في سوريا.
لكن الاجتماع، بحسب المصدر، انتهى دون تحقيق أي تقدم ملموس.

وكشف التقرير أن تركيا رفضت السماح للطائرة العسكرية الإسرائيلية التي كانت تقل الوفد بعبور مجالها الجوي في طريقها إلى أذربيجان، ما أجبرها على تغيير مسار الرحلة والتحليق فوق البحر الأسود.

من جانبه، أشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن المباحثات ركزت على التوترات المتعلقة بالوجود العسكري التركي في سوريا، وما تبعها من تصعيد أمني.


تحركات تركية ميدانية مشتركة مع دمشق… ومواقع تتعرض لهجوم إسرائيلي

وفي تطور لافت، نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة أن وحدات عسكرية تركية أجرت جولات تفقدية لثلاث قواعد جوية على الأقل داخل سوريا، في إطار اتفاقية دفاع مشترك مقترحة بين أنقرة ودمشق.

لكن وبحسب تلك المصادر، فإن هذه المواقع تم استهدافها لاحقًا بغارات جوية إسرائيلية، في خطوة تُعتبر إشارة على تصعيد إضافي من قبل تل أبيب ضد أي وجود عسكري تركي – سوري مشترك في الأراضي السورية.


خلاصة المشهد

تتخذ تركيا في المرحلة الراهنة نهجًا مزدوجًا يجمع بين الردع العسكري والتنسيق السياسي مع دمشق، في مواجهة ما تعتبره تهديدًا لأمن سوريا ووحدتها. وفي الوقت ذاته، تبدو العلاقات التركية – الإسرائيلية مقبلة على مزيد من التوتر، في ظل تباعد المواقف حول الوضع الميداني في سوريا.

المزيد من المواضيع