
تشير أحدث تقارير مؤسسة “Allbright” إلى تحقيق النساء مكاسب كبيرة في مجالس إدارة ومجموعات القيادة التنفيذية للشركات المدرجة في البورصة السويدية. وعلى الرغم من هذا التقدم الملموس، لا تزال هناك عقبات تعيق الوصول إلى المساواة الكاملة بين الجنسين.
وفقًا للتشريعات السويدية، لا يوجد قانون يلزم الشركات بتطبيق نظام الحصص بين الجنسين في مناصب القيادة. ومع ذلك، بعد تصاعد النقاشات حول الحصص على مستوى الاتحاد الأوروبي، بادرت العديد من الشركات السويدية المدرجة في البورصة بتسريع جهودها لتحقيق التوازن بين الجنسين، مما أدى إلى زيادة تمثيل النساء في مجالس الإدارة.
وفي خطوة تاريخية، بلغت نسبة النساء في مجالس إدارة الشركات الكبرى 40%، وهي نسبة تُعد وفق التقرير معادلة للتوازن بين الجنسين. ولم تقتصر هذه المكاسب على مجالس الإدارة فقط، حيث شهدت مجموعات القيادة التنفيذية أيضًا تقدمًا كبيرًا، إذ أصبحت النساء يمثلن واحدة من كل ثلاث قيادات.
توضح أماندا لونديتيغ، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “Allbright”: “الضغوط الناتجة عن التوجيهات الأوروبية انعكست على السويد بشكل واضح، مما دفع أصحاب الشركات ولجان الترشيح إلى اتخاذ إجراءات فعلية نحو التغيير. كما أننا نشهد قاعدة نسائية قوية في فرق القيادة يمكن الاستفادة منها لزيادة تمثيل النساء في مجالس الإدارة.”
العقبات التي تواجه المساواة
على الرغم من هذه النتائج المشجعة، يشير التقرير إلى أن هناك عقبات كبيرة تعترض الطريق. من بين 358 شركة مدرجة في البورصة السويدية، لا يزال أكثر من نصفها بعيدًا عن تحقيق التوازن بين الجنسين في المناصب القيادية.
تقول لونديتيغ إن أحد أهم أسباب هذه الفجوة هو استمرار بعض المدراء التنفيذيين الذكور في مناصبهم منذ عام 2010 أو قبل ذلك. وتعلق قائلة: “بشكل مباشر، هناك حاجة لتغيير بعض هؤلاء المدراء التنفيذيين، إذ إنهم يميلون إلى توظيف عدد أقل من النساء في فرق القيادة التنفيذية. استبدال هؤلاء المدراء سيفتح الباب أمام مزيد من النساء لشغل مناصب المدير التنفيذي، مما سيعزز بدوره التوازن في فرق القيادة.”
الفروق الإقليمية والتوجهات المستقبلية
أجرت المؤسسة تحليلًا على مستوى 21 محافظة سويدية، لتقييم مدى تحقيق المساواة بين الجنسين في الشركات الخاصة. وتظهر النتائج أن المناطق الحضرية تقود التوجه نحو تعزيز تمثيل النساء في المناصب القيادية، حيث تتصدر محافظة ستوكهولم القائمة بنسبة 38%، في حين جاءت محافظة يونشوبينغ في المرتبة الأخيرة بنسبة 25%.
من جانب آخر، وجدت الدراسة أن نحو 70% من رؤساء أقسام الاستدامة في مجموعات القيادة التنفيذية هم من النساء، وهي نسبة إيجابية تشير إلى توجه مستقبلي واعد. تضيف لونديتيغ: “مع تزايد الاهتمام بقضايا الاستدامة في قطاع الأعمال، فإن هذه المهارات باتت أكثر طلبًا، مما يفتح المجال لمزيد من النساء لتولي مناصب قيادية في المستقبل. الضغوط الأوروبية تلعب دورًا محوريًا في هذا الاتجاه، مما يعزز فرص النساء في القيادة.”
المصدر: tv4