دال ميديا: تصاعدت حدة التوتر الأمني في الساحل السوري، حيث اندلعت مواجهات دموية بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة الموالية للرئيس السابق بشار الأسد، ما أسفر عن سقوط أكثر من 600 قتيل، بينهم عدد كبير من المدنيين العلويين، وفق ما أفادت به الإذاعة السويدية (Sveriges Radio).
أكبر موجة عنف منذ سقوط النظام السابق
وصف محللون هذه المواجهات بأنها الأعنف منذ سقوط نظام الأسد، مع تحولها إلى صراع طائفي خطير، حيث استهدفت الهجمات مدنيين في المناطق ذات الغالبية العلوية، بحسب تقرير الإذاعة السويدية.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المواجهات تخللها قصف مدفعي وجوي من قبل القوات الحكومية في مدينتي جبلة وطرطوس، مما أسفر عن مقتل 340 شخصًا خلال الأيام الأخيرة.
وأفاد سامي، وهو مدني علوي من اللاذقية، في حديثه للإذاعة السويدية، بأن القتال استهدف الأطفال والنساء وكبار السن، مضيفًا:
“منازلنا تُنهب، مقدساتنا العلوية تُدنّس، والاعتداءات لم تترك أحدًا في أمان.”
الاشتباكات تشتد.. وحظر تجوال شامل في ثلاث محافظات
أعلنت قوات الأمن السورية، الخميس، أنها تخوض معارك شرسة في اللاذقية وطرطوس ضد مسلحين موالين للأسد، وأكدت أنها فرضت حظر تجوال كامل في محافظات طرطوس واللاذقية وحمص للحد من تصاعد العنف.
وقالت وزارة الداخلية السورية، في بيان نقلته وكالة سانا، إن هناك “انتهاكات فردية” حصلت بسبب تدفق حشود غير منظمة إلى المناطق المتوترة، مشيرةً إلى أن السلطات تعمل على ضبط الوضع الأمني وإعادة الاستقرار.
خبراء يحذرون من تصاعد العنف الطائفي
حذر آرون لوند، الباحث في معهد أبحاث الدفاع الشامل السويدي (FOI)، في حديثه إلى الإذاعة السويدية، من أن الهجمات على المدنيين تدفع الأقليات في سوريا إلى مزيد من النفور من الحكومة الجديدة.
وأضاف:
“ما يحدث في الساحل السوري الآن قد يعمّق الانقسامات بين الفئات المختلفة من المجتمع السوري، خاصة بعد استهداف المدنيين العلويين.”
الرئيس الانتقالي أحمد الشرع: لن نتهاون مع بقايا النظام السابق
أكد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، الجمعة، أن الحكومة مصممة على القضاء على فلول النظام السابق، داعيًا المسلحين إلى تسليم أنفسهم لتجنب المزيد من العنف.
وفي خطاب متلفز، قال الشرع:
“إنكم بقتلكم عناصر الأمن والمواطنين الأبرياء، قد اعتديتم على كل السوريين، وجاءكم الرد الذي لا صبر لكم عليه. بادروا إلى تسليم أسلحتكم قبل فوات الأوان.”
وشدد الشرع على ضرورة محاسبة أي شخص يرتكب تجاوزات ضد المدنيين، مؤكدًا أن حماية سكان المناطق المتضررة أولوية قصوى للحكومة الانتقالية.
وزارة الدفاع: الأوضاع تحت السيطرة والعمليات مستمرة
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع السورية، مساء السبت، أن العمليات العسكرية ضد فلول النظام السابق مستمرة وفق خطط استراتيجية محكمة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد حسن عبد الغني:
“قواتنا تحقق تقدمًا سريعًا في ملاحقة المسلحين الذين نفذوا كمائن غادرة ضد قوات الأمن العام.”
وأكد أن القوات الحكومية تبسط سيطرتها تدريجيًا على المناطق الساخنة، داعيًا جميع المواطنين إلى العودة إلى منازلهم، مشددًا على أن الأوضاع تحت السيطرة بالكامل.
إلى أين تتجه الأوضاع؟
مع استمرار المواجهات وارتفاع حصيلة القتلى، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مستقبل الأمن في الساحل السوري. فهل ستنجح الحكومة الانتقالية في إحكام قبضتها على البلاد، أم أن سوريا تتجه نحو فصل جديد من الصراع الطائفي؟ الأيام المقبلة قد تحمل الإجابة.