تصريحات مثيرة للجدل من حزب اليسار على الفيسبوك تثير عاصفة من الانتقادات: “إسرائيل ضحت بشبابها”

Bild: Pontus Lundahl/TT

أثار منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك نشرته جمعية حزب اليسار المحلية في منطقة أورست جدلاً واسعًا، بعد أن زعم أن إسرائيل “ضحت بشبابها” خلال الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، وذلك بهدف “إبادة غزة”. المنشور الذي تم حذفه لاحقًا، تضمن اتهامات لإسرائيل بالسماح للهجوم بالحدوث عن قصد، مما أثار قلقًا في الأوساط السياسية وأعاد الحديث حول المواقف المثيرة للجدل لبعض أعضاء الحزب.

تفاصيل المنشور

نُشر المنشور على الصفحة الرسمية لجمعية حزب اليسار في أورست يوم السبت، وأثار ردود فعل سلبية من متابعي الحزب والمجتمع السويدي بشكل عام. جاء في المنشور: “كيف يمكن أن يمر هجوم حماس في 7 أكتوبر دون أن يُرصد؟ أعتقد أن إسرائيل سمحت بحدوثه. ضحت بشباب المهرجان وعائلات الكيبوتس لإبادة غزة”. وأضاف كاتب المنشور: “في هذا السياق، أنا دائمًا إلى جانب الفلسطينيين، وكذلك مع كريستوفر لوندبيرغ”.

مواقف الحزب وتداعيات المنشور

يأتي هذا التصريح في وقت حساس، حيث يخضع كريستوفر لوندبيرغ، رئيس جمعية حزب اليسار المحلي في أنغريد، لتهديد بالطرد من الحزب بسبب دعمه العلني للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (PFLP) المدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية. وأثارت تصريحاته هذه سابقًا موجة انتقادات واسعة، مما زاد من الضغوط على قيادة الحزب.

ردًا على الجدل، أصدرت جمعية حزب اليسار في أورست بيانًا على فيسبوك أوضحت فيه أن المنشور لا يعبر عن موقفها الرسمي، وأنه “تم نشره بشكل خاطئ”. وجاء في البيان: “نحن لا نقبل هذا النوع من التصريحات وسنعمل على مراجعة إجراءاتنا للتأكد من عدم تكرار مثل هذا الأمر مستقبلاً”.

مواقف قيادة الحزب

من جانبها، أكدت نوشي دادغوستار، زعيمة حزب اليسار، موقف الحزب الرافض للعداء للسامية، مشيرة إلى أن مثل هذه التصريحات لا مكان لها داخل الحزب. إلا أنها امتنعت عن التعليق المباشر على المنشور، حيث أوضحت في بيان صادر عن السكرتيرة العامة للحزب، ماريا فوسبرغ: “تواصلت معنا جمعية أورست وأكدت أن المنشور تم نشره عن طريق الخطأ. نحن نتفق جميعًا على أن محتوى المنشور غير مقبول تمامًا، وقد تم حذفه بعد ساعات من نشره”.

اتهامات متزايدة بالعداء للسامية

يأتي هذا الجدل في وقت حساس لحزب اليسار، الذي تعرض خلال الخريف لموجة من الاتهامات بالعداء للسامية. ففي الأسابيع الماضية، استقال اثنان من أعضاء الحزب بعد اتهامهما بنشر تصريحات معادية للسامية. كما كُشف مؤخرًا عن حضور ممثل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اجتماعًا لجمعية الحزب المحلي في أنغريد خلال اجتماعها السنوي هذا العام.

وأدى هذا التصاعد في الاتهامات إلى اتخاذ المجتمع اليهودي في السويد موقفًا صارمًا، حيث أعلن المجلس المركزي اليهودي الجمعة الماضية عن منع ممثلي حزب اليسار من المشاركة في فعالياتهم التذكارية، وذلك على خلفية تصريحات عدد من أعضاء الحزب التي اعتبرت داعمة للمنظمات المصنفة إرهابية.

التوترات السياسية تزداد

أثارت هذه الأحداث الأخيرة تساؤلات حول مستقبل حزب اليسار في المشهد السياسي السويدي. وبينما يحاول الحزب تحسين صورته والتأكيد على رفضه للعداء للسامية، يبدو أن الجدل حول مواقف بعض أعضائه يشكل تحديًا كبيرًا أمام قيادة الحزب. وبحسب مراقبين، فإن هذه التطورات قد تؤثر على علاقة الحزب ببعض فئات الناخبين، خاصة في ظل الأجواء المتوترة التي تشهدها المنطقة نتيجة تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.

خلفية الحدث

يُذكر أن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر كان قد تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا، ما أدى إلى تصاعد الأوضاع الأمنية في المنطقة وزيادة التوترات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وقد شهدت إسرائيل هجمات صاروخية من غزة وردت عليها بقصف مكثف، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية في صفوف المدنيين.

خاتمة الخبر:

ما زالت تداعيات هذا الجدل مستمرة، في وقت تسعى فيه قيادة حزب اليسار للتأكيد على موقفها الرسمي وتهدئة الرأي العام، فيما ينتظر الكثيرون تطورات جديدة حول كيفية معالجة الحزب لهذا التحدي وتداعياته على الساحة السياسية السويدية.

المزيد من المواضيع