أعاد الرئيس التركي، رجب أردوغان، إلى الواجهة شكوكًا حول إمكانية نيل السويد عضوية حلف شمال الأطلسي “ناتو”، بعدما أثار تساؤلات حول تعديل موقف أنقرة بشأن تأييد العضوية السويدية بعد ما وصفه بالاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية.
أردوغان، وفي تصريح له للصحفيين اثناء عودته من المجر، اليوم الإثنين، ربط موافقة تركيا على عضوية السويد في “ناتو” بما وصفه بالاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية في السويد، مشيراً الى عدم استقامة الوضع في الشوارع السويدية، و مستشهدًا بحوادث تشمل إساءة للقرآن وحرق المصاحف في ستوكهولم، بالإضافة إلى تظاهرات أنصار حزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية من قبل تركيا.
في هذا السياق يعتقد بول ليفين، مدير معهد الدراسات التركية في جامعة ستوكهولم، ان على الحكومة السويدية ان تقلق الآن وان المصافحة التي جرت بين رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترشون، و الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في قمة ناتو الأخيرة، لم تكن في المستوى الذي كان يأمله أمين عام حلف الناتو أو الحكومة السويدية، كما يقول للتلفزيون السويدي SVT.
وبالرغم من قناعة أولف كريسترشون، “التامة” بقبول تركيا و المجر، بعضوية السويد في حلف الناتو، إلا الأمر لن يكون بتلك السهولة بالأخص ان موقف الرئيس التركي ما زال غامضا نوعاً ما، حيال الموافقة في بداية شهر أكتوبر، كما وعد أو انه سيقوم بتأخيرها كما يفعلها دائما.
وتشترط القوانين الدولية لقبول عضو جديد في “ناتو” الوفاء بشروط الاتحاد وموافقة الدول الأعضاء بالإجماع. ومن ضمن هذه الدول الأعضاء، تركيا والمجر هما اللتان لديهما القدرة على تعطيل عضوية دولة جديدة مثل السويد.
ومنذ أشهر، تعارض أنقرة فكرة انضمام السويد للناتو، وتفرض شروطًا تتضمن عدم إيواء منظمات انفصالية وعدم منح حماية لأعضاء حزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى أعضاء جماعة فتح الله غولن المعارضة للحكومة التركية والتي تصنفها تركيا كتنظيم إرهابي.
في وقت لاحق، قدم أردوغان شرطًا آخر قبيل انعقاد القمة السنوية للناتو في فيلنيوس، مُطالبًا بأن يتضمن قبول عضوية السويد أيضًا موافقة أوروبا على انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. وتم رفض هذا المطلب من قبل المستشار الألماني أولاف شولتس، حيث أكد أن علاقة انضمام السويد للناتو ليست مرتبطة بعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.
يُذكر أن أنقرة كانت قد وافقت على إحالة طلب السويد للانضمام للناتو إلى البرلمان التركي في وقت سابق هذا العام، ومن المتوقع أن يتم مناقشة الطلب في جلسات برلمانية قادمة.
تأتي تلك التصريحات بعد حادث حرق نسخة من المصحف في السويد في نهاية شهر يونيو الماضي، ورفضت تركيا هذه الأعمال وأكدت أهمية منع ومكافحة مثل هذه الأفعال.
المصدر: وكالات