تصعيد تركي دموي في شمال سوريا: مقتل تسعة مدنيين من عائلة واحدة في قصف بمسيرتين جنوب كوباني

صور الضحايا بحسب ما تم نشره على وسائل التواصل.

دال ميديا: صعّدت القوات التركية من وتيرة هجماتها الجوية على مناطق شمال سوريا، حيث استهدفت مساء الأحد 16 مارس 2025 منزلاً مدنيًا في قرية قومجي جنوبي كوباني بطائرتين مسيرتين، ما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين من عائلة واحدة، بينهم أطفال ونساء، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة.

ووفقًا لتصريحات مسؤولين محليين، فإن الهجوم استهدف منزل المواطن عثمان بكو عبدو، الذي كان قد نزح من قريته كرك إلى قرية قومجي هربًا من الاشتباكات.

وقالت الإدارة المحلية في المنطقة في تصريح: إن “الاحتلال التركي استهدف منزل العائلة بمسيرتين، مما أدى إلى مقتل الزوجة وسبعة من أفراد الأسرة”، معتبرًا أن هذا التصعيد يأتي نتيجة فشل الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة في تحقيق تقدم في محيط سد تشرين ومنطقة قرقوزاق.

وأضافت: ان “تركيا تحاول تبرير قصفها للمدنيين بزعم أنهم مقاتلون، لكن الحقائق تشير إلى أنهم مزارعون من سكان كوباني، ولا علاقة لهم بأي تشكيلات عسكرية”.

قسد تؤكد: الضحايا مزارعون مدنيون

من جانبها، أكدت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في بيان رسمي أن القصف التركي استهدف عائلة تعمل في الزراعة، وارتفع عدد القتلى إلى تسعة، بينما نُقل اثنان من المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وأوردت قسد أسماء الضحايا على النحو التالي:

  • آهين عثمان عبدو
  • دجلة عثمان عبدو
  • دلوفان عثمان عبدو
  • ياسر عثمان عبدو
  • عزيزة عثمان عبدو
  • صالحة عثمان عبدو
  • آفيستا عثمان عبدو
  • عثمان بركل عبدو (رب الأسرة)
  • غزالة عثمان عبدو (زوجته)

أما المصابون فهم:

  • رونيدا عثمان عبدو
  • نارين عثمان عبدو

سياق سياسي متوتر: اتفاق مرتقب لإعادة دمج شمال شرق سوريا

يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الساحة السورية تحركات سياسية لدمج مؤسسات الإدارة الذاتية ضمن هيكل الدولة السورية. فقد وقّع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع اتفاقًا مع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، يقضي بدمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية، بما يشمل المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز، ضمن الإدارة المركزية للدولة، ومن المتوقع أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ بحلول نهاية العام الجاري.

وتتهم تركيا قوات سوريا الديمقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية من قبل أنقرة وعدة دول غربية. وقد دعا مؤخرًا زعيم الحزب المعتقل، عبد الله أوجلان، إلى إلقاء السلاح وحل الحزب، في خطوة اعتُبرت “دعوة تاريخية” لتخفيف التوترات.

تصعيد ينذر بموجات نزوح جديدة

وبحسب كيلو عيسى، فإن القصف التركي المكثف يهدف أيضًا إلى دفع المزيد من السكان المحليين للنزوح، في محاولة لإفراغ المناطق من سكانها الأصليين. وأضاف: “تركيا تحاول فرض واقع ديموغرافي جديد عبر استهداف القرى الكردية وترهيب المدنيين”.

في المقابل، لم تصدر أنقرة حتى لحظة كتابة الخبر أي تعليق رسمي بشأن القصف الجوي الأخير أو الاتهامات الموجهة إليها باستهداف المدنيين.

المزيد من المواضيع