تعويض ضخم لرجل تعرض لـ “تعذيب نفسي” من قبل شرطة فونتانا: 900 ألف دولار لانهياره تحت الإكراه!

الصورة: theguardian

وافقت مدينة أمريكية على دفع تعويض قدره 900 ألف دولار لرجل تعرض لاستجواب مكثف من قبل الشرطة لمدة 17 ساعة، حتى اعترف زيفا بقتل والده الذي كان حيًا يرزق في ذلك الوقت، وفقا لما نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية.

تشير الشكوى المقدمة من الرجل، توماس بيريز جونيور، إلى أن شرطة مدينة فونتانا شرق لوس أنجلوس، هددت خلال استجوابه الذي جرى عام 2018، بقتل كلبه بسبب تصرفاته. كما أشارت قاضية إلى أن الاستجواب بدا وكأنه “تعذيب نفسي غير دستوري”، وأعلن محامي بيريز هذا الأسبوع أن المدينة وافقت على تسوية دعوى قضائية بقيمة 898 ألف دولار.

أثارت القضية الاستثنائية لإقرار زائف تحت الإكراه موجة غضب واسعة النطاق، حيث أظهرت اللقطات المصورة بيريز في حالة نفسية وجسدية سيئة للغاية، بما في ذلك مشهد إحضار الضباط كلبه وإخباره بأنه سيتم إعدامه بسبب “الاكتئاب” الناتج عن مشاهدته جريمة قتل لم تقع بالفعل.

تفاصيل القضية المروعة:

بدأت الحادثة مساء يوم 7 أغسطس 2018 عندما غادر والد بيريز جونيور، توماس بيريز الأب، الذي كان يعيش معه ابنه، المنزل مع كلبه لإحضار البريد، وفقًا لما ورد في ملخص القضية التي كتبته قاضية فيدرالية تدعى دوللي جي. عاد الكلب بعد دقائق قليلة، لكن بيريز الأب لم يعد؛ وفي اليوم التالي، اتصل ابنه بالشرطة وأبلغ عن فقدانه.

وصفت الضابطة جوانا بينيا، التي تلقت المكالمة، سلوك بيريز جونيور بأنه “مريب”، مدعية أنه يبدو “مشغول ذهنه وغير مهتم باختفاء والده”. توجهت هي ومديرتها، العريف شيلا فولي، إلى منزل بيريز، ثم اصطحباه إلى مركز الشرطة لاستجوابه. بعد ذلك، فتشرت الشرطة منزله، حيث ادعوا أنهم عثروا على “بقع دم ظاهرة” وأن كلب الشرطة شم رائحة جثة.

وقال جيري ستيرينغ، محامي بيريز جونيور، إنه لم يكن هناك أي دم في المنزل. وقد قدم صورة قدمتها الشرطة كدليل، والتي أظهرت بقعة صغيرة غير واضحة على سلم مغطى بالسجاد.

استجواب مرعب تحت وطأة التعذيب النفسي:

خلال استجواب استمر 17 ساعة، تعرض بيريز جونيور لضغوط نفسية هائلة من قبل الضباط، الذين اتهموه زورًا بقتل والده. حاولوا كسر مقاومته من خلال التهديدات والشتائم، بل وصل الأمر إلى إحضار كلبه وإخباره بأنه سيتم قتله إذا لم يعترف بالجريمة.

أسلوب وحشي لكسر المقاومة:

لم يتوقف الضباط عند التهديد بقتل الكلب، بل قاموا بإحضاره إلى غرفة الاستجواب ووضعوه أمام بيريز جونيور، مدعين أنه “يعلم” أن صاحبه ارتكب جريمة القتل. وقال أحد الضباط: “انظر إلى كلبك. إنه يعلم، لأنه كان يسير عبر كل الدماء”.

لم يكتفِ الضباط بالتهديدات، بل استغلوا أيضًا حالة بيريز جونيور النفسية الهشة لممارسة المزيد من الضغط عليه. فقد كان بيريز جونيور يعاني من أمراض نفسية، وعندما بدأ يفقد السيطرة على نفسه، حاول الضباط استغلال ذلك لإقناعه بالاعتراف بالقتل.

انهيار تحت وطأة التعذيب:

انهار بيريز جونيور تحت وطأة التعذيب النفسي، واعترف زيفًا بقتل والده. تم إيداعه في مستشفى للأمراض النفسية دون علمه بحقيقة أن والده على قيد الحياة.

بعد ذلك بوقت قصير، تم العثور على بيريز الأب حياً، مما أدى إلى كشف زيف اعتراف ابنه. تقدم بيريز جونيور بدعوى قضائية ضد شرطة فونتانا، وتم التوصل إلى تسوية قضائية تقضي بدفع المدينة تعويضًا ضخمًا بقيمة 900 ألف دولار.

المزيد من المواضيع