تغييرات تاريخية مرتقبة في الكنيسة السويدية: السماح للكهنة بالاحتفاظ برتبهم رغم المخالفات الأخلاقية

الكنيسة السويدية. Foto: Magnus Aronson/Ikon

ستوكهولم: تدرس الكنيسة السويدية حاليًا قواعد جديدة قد تسمح لبعض الكهنة بالاحتفاظ برتبتهم الدينية حتى بعد ارتكاب مخالفات أخلاقية، وذلك بعد الجدل الذي أثاره تجريد الأسقف السابق في فيسبي، توماس بيترسون، من رتبته عام 2022. وكشفت وانيا لوندي-فيدين (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي)، النائب الأول لرئيس مجلس الكنيسة، عن تفاصيل هذه الإصلاحات المحتملة.

خلفية: تجريد الأسقف توماس بيترسون من رتبته

في فبراير 2022، تم تجريد الأسقف توماس بيترسون من رتبته الدينية بعد الكشف عن علاقة غير شرعية طويلة الأمد مع موظفة في أبرشيته. القرار أدى إلى فقدانه منصبه كأسقف بالإضافة إلى سحب رخصته الكهنوتية، مما حرمه من ممارسة أي دور ديني رسمي في الكنيسة.

إجراء “الحرمان من الرتبة” يعتبر من أشد العقوبات التي يمكن أن تفرضها الكنيسة، ويقتصر تطبيقه حاليًا على المخالفات الأخلاقية الجسيمة أو الجرائم الخطيرة.

مقترحات جديدة: تخفيف العقوبات في بعض الحالات

أعلنت الكنيسة السويدية أنها تجري مراجعة لقواعد الحرمان من الرتبة، بحيث يتم التعامل مع القضايا الأخلاقية بشكل أكثر مرونة. وفقًا لوانيا لوندي-فيدين، يمكن أن تتيح التعديلات الجديدة إمكانية الاحتفاظ برتبة الكهنوت في حالات معينة مثل العلاقات الشخصية الخاطئة، دون أن يؤدي ذلك إلى التجريد الكامل من الرتبة.

وقالت:
“ندرس حاليًا كيفية التفريق بين أنواع المخالفات الأخلاقية، بحيث لا تؤدي جميعها إلى فقدان الرتبة بشكل كامل.”

جدل حول التوازن بين الأخلاق والغفران

أثارت هذه التعديلات المقترحة جدلاً واسعًا داخل الكنيسة السويدية، حيث يرى البعض أنها قد تتعارض مع القيم الأخلاقية التي تمثلها الكنيسة. من جهة أخرى، يؤكد داعمو القرار أن الكنيسة يجب أن توازن بين المبادئ الأخلاقية ومفهوم الغفران والتوبة الذي يعد ركيزة أساسية في العقيدة المسيحية.

وتضيف لوندي-فيدين:
“الكنيسة يجب أن تظل وفية لمبادئها الأخلاقية، ولكن من المهم أيضًا تقديم فرص للتوبة والعودة من خلال آليات إصلاحية بدلاً من العقوبات القاسية الدائمة.”

ما هي الخطوة القادمة؟

تعمل الكنيسة حاليًا على الانتهاء من هذه التعديلات، ومن المتوقع تقديمها لمناقشة رسمية في اجتماع المجمع الكنسي القادم. وفي حال الموافقة عليها، قد تشهد الكنيسة السويدية تحولًا في كيفية التعامل مع الأخطاء الأخلاقية للكهنة في المستقبل، مع التركيز على مبادئ التسامح والتصحيح بدلاً من العقاب الدائم.

المصدر: sverigesradio

المزيد من المواضيع