بدأت تتكشف تفاصيل مروعة خلال محاكمة والد الطفلة سارة شريف، البالغة من العمر عشر سنوات، وزوجته وعمها، بعد اتهامهم بارتكاب اعتداءات جسيمة أفضت إلى وفاة الطفلة في منزل العائلة في أغسطس 2023. الحادثة هزّت الرأي العام البريطاني وأثارت صدمة واسعة النطاق مع الكشف عن تفاصيل الاعتداءات الجسدية والنفسية التي تعرضت لها سارة، بحسب ما نشرته العديد من وسائل الإعلام البريطانية.
اعتداءات متكررة ومروعة
توفيت الطفلة في منزلها في ووكينغ، جنوب غرب لندن، بعد سلسلة من الانتهاكات التي شملت ضربات وعضّات وكسور وحرق بالمكواة وحجز حرية. كشف الطبيب الشرعي أنتوني فريمونت أن جسد سارة كان يحتوي على 25 كسراً في مناطق مختلفة، تعود إلى أوقات متباينة، مما يشير إلى الضرب المتكرر. حتى العظم اللامي في رقبتها كان مكسوراً، ما يعزز احتمالية “الخنق باليدين”.
وتضمنت الأدلة آثار دم سارة على مضرب بيسبول وشَوبَك، واكتُشف الحمض النووي للأب والعم على حزام، إضافة إلى خصلات شعر وآثار دم على أغطية رأس مصنوعة من أكياس بلاستيكية، كانت تُلصَق على رأسها.
بلاغات وتحذيرات سابقة
رغم محاولات المدرسة التحذير، حيث لاحظت المعلمات آثار كدمات على وجه سارة في مارس 2023، لم تؤدِ البلاغات إلى إنقاذها. رفضت سارة التحدث عندما استُجوبت من قِبل المدرسة، وخبأت رأسها بين ذراعيها، مُلقية اللوم بشكل غير مباشر على شقيقها الأكبر ومبرئة زوجة والدها.
في محادثات عبر الواتساب بين زوجة الأب وشقيقتها بين عامي 2020 و2023، أفصحت الزوجة أن عرفان شريف كان يضرب سارة باستمرار، مُبررة ذلك بأنها “مزعجة”. في رسائل عام 2021، أكدت الزوجة أن الطفلة كانت “مغطاة بالكدمات وضُربت حتى الموت بكل ما للكلمة من معنى”.
نقل العائلة وهروب الوالد
في أبريل 2023، انتقلت العائلة إلى ووكينغ، وبعدها لم تعد سارة للمدرسة، إذ أفاد والدها بأنها ستتلقى تعليمها في المنزل. سمع الجيران بشكل منتظم أصوات صراخ وشتائم وأصوات ضرب قادمة من منزل العائلة.
بعد وفاة سارة، سافر عرفان شريف وزوجته بيناش بتول وشقيقه فيصل مالك إلى باكستان مع أبنائهم الأربعة، تاركين جثة الطفلة على السرير. في 9 أغسطس 2023، اتصل عرفان بالشرطة من باكستان معترفاً بضربه سارة، قائلاً: “لقد ضربتها كثيراً، لم أكن أرغب في قتلها”.
لحظة التوقيف واعترافات متباينة
تم اعتقالهم في 13 سبتمبر 2023 عند عودتهم إلى بريطانيا. خلال المحاكمة، جلس المتهمون برؤوس منحنية خلف قفص زجاجي، بينما عُرضت مشاهد من توقيفهم على متن الطائرة. في تلك اللحظة، قالت بيناش بتول: “أعتقد أنكم جئتم لتوقيفنا”.
عُثر على جثة سارة على سرير بطبقتين، مغطى بملاءة، وإلى جانبها رسالة بخط يد الأب، يعترف فيها بالمسؤولية عن وفاتها ويلوم نفسه.