تقرير يكشف عن تراجع الرضا عن الحياة بين المراهقين في أوروبا: المملكة المتحدة تتصدر القائمة

كشف تقرير حديث عن انخفاض ملحوظ في مستويات الرضا عن الحياة بين المراهقين في دول أوروبا، حيث أظهرت النتائج أن الأطفال الذين يبلغون من العمر 15 عامًا يعانون من “ركود في السعادة”. التقرير، الذي أجرته جمعية الأطفال غير الربحية “Children’s Society” في المملكة المتحدة، يشير إلى أن هذا التراجع في الرضا قد أصبح ظاهرة مقلقة في بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، بحسب ما نقله موقع دويتشه فيله الألماني.

وفقًا للتقرير، فإن 25% من الأطفال والمراهقين في المملكة المتحدة يشعرون بعدم الرضا عن حياتهم، وهو المعدل الأدنى بين جميع الدول الأوروبية التي شملها الاستطلاع. هذا التراجع يُعد ضعف ما يشعر به أقرانهم في دول مثل فنلندا والدنمارك ورومانيا والبرتغال وكرواتيا والمجر، مما يضع المملكة المتحدة في المرتبة الأولى من حيث عدم رضا الأطفال.

التقرير أوضح أن هناك عوامل عدة أسهمت في هذا التراجع، أبرزها ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، تزايد غيابهم عن المدارس، وأوقات الانتظار الطويلة للحصول على الدعم النفسي. كما لعبت أزمة جائحة كورونا دورًا كبيرًا في تعقيد الوضع، إضافة إلى الكوارث المناخية التي زادت من التحديات التي تواجهها الأسر، مما أدى إلى تدهور مستويات الرضا بين الشباب.

من بين الدول التي تعاني أيضًا من تدني مستويات الرضا بين الأطفال، تأتي بولندا في المرتبة الثانية بعد المملكة المتحدة، تليها مالطا في المرتبة الثالثة، وألمانيا في المرتبة الرابعة. ويشير التقرير إلى أن الفتيات والأطفال من الأسر الفقيرة هم الأكثر عرضة للشعور بعدم الرضا، حيث يؤثر الفقر بشكل كبير على رفاهيتهم النفسية والاجتماعية.

جمعية الأطفال في المملكة المتحدة علقت على النتائج بقولها: “يستحق الأطفال والشباب في أوروبا حياة أفضل من ذلك. هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات حاسمة وقيادة وطنية قوية لمعالجة التراجع في رفاهية الأطفال. نحن ندرك أن هذه التجارب ليست معزولة، بل هي نتيجة لعدة عوامل اجتماعية واقتصادية يجب معالجتها بشكل شامل”.

وفي المقابل، جاء المراهقون في هولندا من بين الأكثر سعادة في العالم. ويرجع ذلك إلى عوامل إيجابية متعددة مثل الدعم الأسري القوي، ووجود مدرسين يتفهمون مشاعر الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية تتيح لهم حق تقرير المصير، إضافة إلى انخفاض مستويات عدم المساواة في المجتمع.

يُذكر أن التقرير استند إلى بيانات مسح الظروف المعيشية للأسر في المملكة المتحدة خلال عامي 2021 و2022، بالإضافة إلى بيانات برنامج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتقييم الطلاب الدوليين (Pisa) لعام 2022. هذه النتائج تبرز الحاجة إلى تدخل عاجل لتحسين جودة حياة المراهقين في جميع أنحاء أوروبا.

المزيد من المواضيع