دال ميديا: في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية التي أثقلت كاهل الأفراد والشركات في السنوات الأخيرة، تأتي أنباء مبهجة مع بداية عام 2025، حيث تشير التوقعات إلى انخفاض كبير في أسعار الكهرباء مقارنة بالعام الماضي. هذا التراجع المرتقب يُعزى إلى مجموعة من العوامل المناخية والبيئية التي ساهمت في تحسين إنتاج الطاقة وانخفاض تكلفتها.
أحد أبرز أسباب هذا الانخفاض المتوقع هو الطقس المعتدل الذي يميز موسم الشتاء الحالي. فقد شهدت مناطق واسعة في أوروبا درجات حرارة أعلى من المعدلات الطبيعية، مما أدى إلى تراجع الطلب على التدفئة الكهربائية. ومع انخفاض الاستهلاك، فإن الضغوط على شبكات الكهرباء تتراجع أيضًا، مما ينعكس إيجابيًا على الأسعار.
لكن الطقس ليس العامل الوحيد. فخزانات المياه المستخدمة في توليد الطاقة الكهرومائية، وهي مصدر رئيسي للكهرباء في العديد من الدول، تمتلئ بمستويات استثنائية هذا العام. ويؤكد خبراء الطاقة أن هذا المخزون المائي الجيد يسمح لمحطات الطاقة الكهرومائية بالعمل بكفاءة أعلى وبتكلفة أقل، ما يعزز من توفر الكهرباء بأسعار معقولة.
يقول يوهان سيغفاردسون، محلل سوق الكهرباء في شركة “بيكسيا”، إن المؤشرات الحالية تدعو للتفاؤل. ويضيف: “إن الظروف هذا العام مهيأة لتحقيق انخفاض في أسعار الكهرباء مقارنة بالعام الماضي. الطقس المعتدل والمخزون المائي الجيد هما عوامل رئيسية وراء هذا التراجع”.
العام الماضي كان قاسيًا على المستهلكين، حيث ارتفعت أسعار الكهرباء بشكل كبير نتيجة مزيج من الطقس البارد والأزمات الجيوسياسية التي أثرت على إمدادات الطاقة. ومع ذلك، يبدو أن الأمور قد تغيرت بشكل ملحوظ هذا العام، مما يمنح الأسر والشركات فرصة لتخفيف العبء المالي الناجم عن فواتير الكهرباء المرتفعة.
هذا التراجع في الأسعار يأتي في وقت مثالي، حيث تواجه الأسر والشركات على حد سواء تحديات اقتصادية أخرى. انخفاض تكاليف الكهرباء قد يعني ميزانيات أسرية أكثر استقرارًا وربحية أفضل للشركات التي تعتمد بشكل كبير على استهلاك الكهرباء في عملياتها.
لكن رغم هذه التوقعات المبشرة، يحذر الخبراء من أن السوق يظل حساسًا تجاه المتغيرات غير المتوقعة. فقد يؤدي تغير مفاجئ في الطقس أو أزمات جيوسياسية جديدة إلى تقلب الأسعار مرة أخرى. ومع ذلك، تظل المؤشرات الحالية إيجابية وتبشر بموسم كهربائي هادئ نسبيًا.
مع هذه الأخبار السارة، يبدو أن عام 2025 يحمل في طياته بداية إيجابية للمستهلكين، مع وعود بخفض التكاليف وتحسين الظروف المعيشية. فهل سيكون هذا العام هو عام التعافي من أزمات الطاقة السابقة؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد.
المصدر: sverigesradio