تيك توك في مواجهة مصيرية بالولايات المتحدة: هل تنجح في البقاء أم تُجبر على قطع علاقتها بالصين؟
بدأت اليوم في الولايات المتحدة إجراءات حاسمة لتحديد مصير تطبيق تيك توك، وسط تساؤلات عما إذا كانت المنصة الشهيرة ستُسمح لها بالاستمرار في العمل أم ستُجبر على قطع علاقاتها بالكامل مع الصين. يعتبر فريق دفاع تيك توك أن القضية تتعلق بحرية التعبير، مشيرين إلى أن الحظر المحتمل للتطبيق يعادل حظر صحف مثل “نيويورك تايمز” أو قنوات مثل “سي إن إن”.
في وقت سابق من هذا العام، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن قانونًا يمكن أن يؤدي إلى حظر تيك توك في الولايات المتحدة، والآن تبدأ جلسات النظر في استئناف الشركة ضد هذا القرار.
خلفية الخلافات
يعود الخلاف حول تيك توك إلى مدة طويلة، حيث يؤكد النقاد أن التطبيق يخضع بشكل أساسي لسيطرة الحكومة الصينية، سواء من ناحية المحتوى أو الإدارة. تعبر المخاوف عن قضايا تتعلق بالمراقبة والتأثير السياسي وحتى محاولات السيطرة على المستخدمين الأمريكيين.
كما يقول فريدريك بيرغمان إيفانز، الخبير في القانون الدستوري الأمريكي: “من وجهة نظر الحكومة الأمريكية، تيك توك يشكل تهديدًا أمنيًا محتملًا نظرًا لأن لديه 170 مليون مستخدم أمريكي، ما يعني أن كل أمريكي تقريبًا يحمل في جيبه ما يمكن اعتباره جاسوسًا صينيًا محتملاً.”
تطالب الحكومة الأمريكية بأن تقطع تيك توك كافة الروابط مع الحكومة الصينية من أجل مواصلة العمل في الولايات المتحدة، حيث ترى أن التطبيق يمثل خطرًا على الأمن القومي.
دفاع تيك توك عن نفسها
يدافع مسؤولو تيك توك ومؤيدوها بأن التطبيق هو منصة عالمية ولا تتجاوز علاقاته بالصين الجوانب الإدارية. ويؤكدون أن تيك توك هو منتج ترفيهي دولي مستقل وليس له أي أجندة سياسية خفية مرتبطة بالصين.
ويضيف إيفانز: “تيك توك يجادل بأن حظر التطبيق يشبه حظر مؤسسات إعلامية كبرى مثل نيويورك تايمز أو سي إن إن.”
التداعيات المحتملة
من المقرر أن يدخل الحظر حيز التنفيذ في 19 يناير من العام المقبل، إذا لم تتمكن تيك توك من الانفصال تمامًا عن الشركة الأم الصينية “بايت دانس”. في حال تنفيذ الحظر، ستكون هناك غرامات كبيرة، وسيكون على المدعي العام الأمريكي أن يطلب من المحكمة وقف التطبيق.
ومن المتوقع أن يُعلن القرار النهائي بشأن الاستئناف في ديسمبر، وقد يتم إحالة القضية لاحقًا إلى المحكمة العليا الأمريكية.
تأثير عالمي محتمل
يشير الخبراء إلى أن إنهاء تيك توك لأنشطتها في الولايات المتحدة في يناير المقبل قد لا يكون السيناريو الأكثر احتمالية، نظرًا للقيمة الاقتصادية الكبيرة للسوق الأمريكية. ويرجح إيفانز أنه سيتم التوصل إلى حل مع مالك جديد للتطبيق بدلاً من التخلص منه بالكامل.
ورغم أن القضية قد تؤدي إلى تأثيرات عالمية، يرى إيفانز أن فرض حظر على تيك توك في دول مثل السويد أمر غير مرجح.
ويختتم إيفانز: “إذا استمر الحظر في الولايات المتحدة، قد ينتشر تأثيره في جميع أنحاء العالم.
المصدر: tv4