ثغرات خطيرة في نظام التوظيف.. مدرس متطرف يُدان بالاغتصاب ويتلقى تعويضات مالية ضخمة

الصورة من موقع: nsk

دال ميديا:  كشفت تحقيقات أجرتها قناة SVT، عن ثغرات خطيرة في نظام التوظيف بالمؤسسات التعليمية ودور الرعاية السويدية، حيث تمكن رجل متطرف إسلاميًا من العمل في المدارس، مراكز HVB، ومراكز SiS لمدة عشر سنوات، رغم منعه من العمل كحارس أمن من قبل جهاز الأمن السويدي (Säpo) بسبب ارتباطه بتنظيمات إرهابية.

إدانة بالاغتصاب رغم تاريخ أمني مثير للقلق

في فبراير 2023، ألقت الشرطة القبض على الرجل، الذي كان يعمل كمدرس في المرحلة الإعدادية، بتهمة ارتكاب ثماني جرائم اغتصاب ضد فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا أثناء عمله كمساعد دراسي في مركز HVB في أوريبرو. تم استبعاده من العمل فورًا، لكنه كان لا يزال يشغل وظيفة مدرس في بلدية هالسبيري، حيث تم تعليقه عن العمل خلال التحقيقات.

رغم الشبهات.. حصل على تعويض مالي ضخم بعد فصله

بعد تبرئته في المحكمة الابتدائية، قامت بلدية هالسبيري في خريف 2023 بدفع 12 شهرًا من الرواتب (500 ألف كرونة) لإنهاء عقده، بدلاً من فصله رسميًا. وعندما تم استئناف الحكم، عاد الجدل حول مدى خطورة السماح له بمواصلة العمل في مؤسسات تعليمية.

“هناك دائمًا مخاطر في مثل هذه الحالات، ولا يمكننا التكهن بما سيحدث إذا حصل على وظيفة جديدة”، قالت كاتارينا ليندفال شارمر، مديرة المدارس في بلدية هالسبيري.

تاريخ من التطرف الإسلامي وارتباط بتنظيم داعش

تظهر التحقيقات أن الرجل كان معروفًا لدى جهاز الأمن السويدي منذ العقد الماضي، حيث ارتبط بعلاقات مع عناصر متطرفة وداعمين لتنظيم داعش. كما أنه كان جزءًا من شبكة إسلامية متشددة وتم منعه من العمل كحارس أمن في عام 2018 بسبب مخاوف أمنية.

“إنه متزوج من عائلة كانت محورًا للحركات الجهادية في تلك الفترة”، قال ماغنوس رانستورب، الباحث في شؤون الإرهاب لدى الجامعة العسكرية السويدية.

كيف حصل على ترخيص التدريس رغم تحذيرات Säpo؟

في عام 2020، ورغم تحذيرات Säpo، حصل الرجل على رخصة تدريس رسمية من مصلحة المدارس السويدية Skolverket، حيث أكد المسؤولون أن الهيئة لا تتلقى معلومات حول الخلفية الأمنية للمتقدمين.

“نحن لا نجري تحقيقات أمنية، هذه مسؤولية جهات التوظيف”، قال يوناس كرانتز، مدير شؤون التوظيف في Skolverket.

إعادة توظيفه في بلدية سوراهامار ثم فصله بتعويض مالي جديد

في عام 2024، وأثناء استمرار محاكمته بتهم الاغتصاب، حصل على وظيفة تدريس جديدة في بلدية سوراهامار، لكن بعد فترة قصيرة، قررت البلدية إنهاء عقده ودفع تعويض مالي قدره 500 ألف كرونة إضافية.

“اعتبرنا أنه من غير المناسب استمراره في العمل”، قال ميكائيل سفينسون، مدير الموارد البشرية في البلدية.

بعد أسابيع قليلة فقط، قضت محكمة الاستئناف بحبسه لمدة ست سنوات بتهمة الاغتصاب. ومع ذلك، يُظهر العقد الذي وقعته بلدية سوراهامار أن الرجل سيظل يتلقى راتبًا كاملاً حتى أكتوبر 2024، حتى أثناء وجوده في السجن.

ثغرات في النظام أم فشل إداري؟

تثير هذه القضية تساؤلات جدية حول الإجراءات الأمنية في المؤسسات التعليمية ودور الرعاية في السويد، وكيف يمكن لشخص بهذا التاريخ أن يحصل على وظائف حساسة، بل ويتلقى تعويضات مالية ضخمة بعد كل فصل.

هل سيتم تشديد القوانين بعد هذه الفضيحة؟

مع استمرار الجدل حول القضية، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن تحسين آليات الفحص الأمني وضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات مستقبلاً؟

المصدر: svt

المزيد من المواضيع