دال ميديا: السويد، الدولة التي تُفاخر بأن كل شيء فيها يتم بضغطة واحدة عبر الهاتف، وقعت يوم الأربعاء في فخ تلك “الضغطة” نفسها، حين توقفت خدمة Bank-id، معرف البنك الرقمي الأكثر استخدما في البلاد، لثلاث ساعات بسبب هجوم إلكتروني اعتُبر الأخطر في تاريخ الخدمة.
ما بين الساعة 20:49 و23:50، تعطلت واحدة من أهم البنى التحتية الرقمية في البلاد، والتي يعتمد عليها 8.6 مليون مستخدم في كل شيء: من حجز موعد طبي، ودفع الفواتير، وحتى شراء الجوارب عبر الإنترنت.
الهجوم ليس الأخير… والخدمة ما زالت في مرمى النيران
أندرياس بيرغكفيست، مدير الأمن في شركة Bank-id، لم يُخفِ خطورة ما حدث، وعلّق قائلاً:
“لقد كانت هجومًا معقدًا على مستوى عالٍ من التنسيق… وضع جميع دفاعاتنا على المحك.”
ولم يطمئن كثيرًا عندما أضاف:
“نعم، ستحدث هجمات مماثلة مجددًا، لا شك في ذلك.”
ورغم تأكيده أن بيانات المستخدمين لم تتأثر، إلا أن الشعور العام بعدم الأمان كان واضحًا، خصوصًا مع غياب أي معلومات عن الجهة المسؤولة، والاكتفاء بتقديم بلاغ للشرطة.
“أوقفوا الدولة الرقمية مؤقتًا… Bank-id خارج الخدمة!”
ماركوس نولبيرغ، خبير الأمن السيبراني من جامعة “شوفده”، رأى في الهجوم ما هو أعمق من مجرد خلل تقني، وقال:
“الأربعاء لم يكن مجرد خلل في تسجيل الدخول، بل إنذار وطني بأننا وضعنا كل مفاتيحنا في جيب واحد… وجيب يمكن اختراقه!”
وأضاف بلهجة تحليلية واضحة:
“ليست المشكلة أن يُمنع فرد من دفع فاتورة، بل أن تُشلّ مؤسسات بأكملها لأننا ربطنا كل شيء بخدمة واحدة فقط.”
نولبيرغ دعا الدولة والمجتمع لتبنّي خطة “ب”، والتفكير في بدائل متعددة تخلق نظامًا أكثر مرونة وأمانًا.
دولة رقمية… ومواطن بلا خطة بديلة
في ظل ذلك، يجري حاليًا نقاش رسمي داخل الحكومة حول إطلاق هوية إلكترونية حكومية جديدة، على غرار إصدار جوازات السفر، بحسب وزير الشؤون المدنية إريك سلوتنر، الذي صرّح عبر رسالة بريدية:
“ما حدث الأربعاء يثبت أن الاعتماد على حل وحيد لم يعد كافيًا. يجب توفير حلول متعددة لحماية هوية المواطن الرقمية.”
لكن حتى هذا الحل، كما يرى بيرغكفيست، لن يكون خاليًا من التهديدات:
“أي خدمة رقمية ستكون دائمًا هدفًا محتملاً للهجمات، سواء كانت تديرها شركة خاصة أو جهة حكومية.”
ملخص الواقعة… وجرس إنذار
خلال ثلاث ساعات من التوقف، كان هناك من لا يستطيع الدخول إلى حسابه البنكي، ومن لم يستطع استلام وصفة دواء، وآخر لا يستطيع ببساطة إثبات أنه هو.
السويد الرقمية تعرّضت لهزة، وما كان يبدو نظامًا محصنًا ومتينًا، كُشف عن هشاشته، ليس بسبب ضعف التقنية، بل بسبب قوة الاعتماد المفرط عليها دون بديل.
المصدر: SVT