دال ميديا: احتدم الجدل في السويد حول استغلال أولياء الأمور لنظام الإجازات بعد أن أثارت ليندا جيرنيك، كاتبة في صحيفة إكسبريسن، قضية الآباء الذين يستخدمون إجازة رعاية الأطفال لتمديد عطلاتهم الصيفية، مما يخلق عدم مساواة في أماكن العمل.
وفي مقالها، الذي لاقى تفاعلًا واسعًا، وصفت جيرنيك هؤلاء الأشخاص بأنهم “أنانيون ويعرقلون خطط العطلات لزملائهم”، مما دفع العديد إلى دعمها بينما هاجمها آخرون بشدة، معتبرين أن القضية أعقد مما تطرحه.
نظام إجازات سخّي.. لكن هل هناك سوء استغلال؟
في السويد، يتمتع أولياء الأمور بـ 480 يومًا من إجازة رعاية الأطفال لكل طفل، حيث يمكن استخدام الأيام المتبقية حتى يبلغ الطفل 12 عامًا، مع إمكانية الاحتفاظ بـ 96 يومًا فقط بعد سن الرابعة.
لكن مع اقتراب موسم العطلات، تتفاقم المشكلات في أماكن العمل، حيث يرغب الجميع في الإجازة خلال الأسابيع الأكثر طلبًا (27-32)، ما يؤدي إلى شعور بعض الموظفين، خاصة مَن ليس لديهم أطفال، بالظلم بسبب إجبارهم على العمل في الأوقات الأقل شعبية.
وجهات نظر متباينة: صراع بين التضامن والحقوق الفردية
جيرنيك أشارت إلى أنها تلقت العديد من الرسائل من موظفين متضررين من هذه الظاهرة. أحدهم كتب:
“أنا الوحيد في عملي الذي ليس لديه أطفال. عدم قدرتي على الإنجاب هو أكبر حزن في حياتي، لكنني أُعاقب كل صيف وأحصل على أسوأ فترات الإجازة!”
لكنها تلقت أيضًا رسائل مضادة من أولياء الامور يشيرون إلى صعوبة الموازنة بين العمل ورعاية الأطفال.
“أنا أعمل في الرعاية الصحية، وأُجبر على العمل في الأعياد والمناسبات الرسمية، بينما يكون أطفالي في المنزل. ماذا يمكنني أن أفعل؟” كتب أحد الآباء في تعليق معارض.
هل الحل في تقليص مدة حفظ الإجازات؟
اقترحت جيرنيك أن تحذو السويد حذو الدنمارك، حيث لا يُسمح للآباء بتخزين الإجازات لما بعد سن 9 سنوات بدلًا من 12 عامًا كما هو الحال في السويد. كما انتقدت سماح القوانين لأولياء الأمور بالحصول على الإجازة متى أرادوا دون قدرة أصحاب العمل على رفضها.
“الأمر غير عادل، فهذا يعني أن زملاءهم الذين ليس لديهم أطفال عليهم تحمل العبء والعمل في أوقات الذروة والمناسبات الهامة، في حين أن أولياء الأمور يحصلون على الإجازات التي يريدونها بسهولة.”
لكن ماريا أركيبي، نائبة رئيس مركز الأبحاث Tiden، عارضت هذا الطرح، معتبرة أن المشكلة الحقيقية ليست في استخدام الإجازات، بل في عدم المساواة بين الجنسين في سوق العمل.
“إذا أردنا إعادة النظر في نظام الإجازات، فيجب أن نبدأ أولًا بمعالجة الفجوة الكبيرة بين الجنسين. النساء يكسبن في المتوسط 6.3 مليون كرونة أقل من الرجال على مدى حياتهن المهنية، والسبب الرئيسي هو أنهن يأخذن معظم إجازات رعاية الأطفال. كل شيء يتراجع بالنسبة لهن بعد ولادة الطفل الأول.”
كما أكدت أن الإجازات ضرورية حتى للأطفال الأكبر سنًا، حيث يحتاج أولياء الأمور إلى وقت لرعاية أطفالهم في حالات مثل المواعيد الطبية، وليس فقط للعطلات الصيفية.
هل حان وقت التغيير؟
بين من يرى أن بعض أولياء الأمور يستغلون النظام على حساب الآخرين، ومن يعتقد أن الإجازات ضرورية لضمان حياة أسرية متوازنة، يظل الجدل قائمًا حول ما إذا كانت السويد بحاجة إلى إصلاح قوانين الإجازات أم أن الحل يكمن في تحقيق عدالة أكبر بين الجنسين في سوق العمل.
المصدر: expressen