شهدت السويد نقاشًا حادًا حول مستقبل اللاجئين السوريين في البلاد بعد تصريحات زعيم حزب ديمقراطيو السويد جيمي أوكيسون. حيث دعا الأخير إلى إعادة النظر في تصاريح إقامة السوريين في السويد بعد سقوط نظام بشار الأسد، مما أثار ردود فعل قوية من الحكومة.
تصريحات أوكسون: فرصة للعودة
في منشور له على منصة X، اعتبر أوكيسون أن السوريين الذين يحتفلون بسقوط النظام يجب أن يعتبروا هذا الحدث فرصة للعودة إلى بلادهم. وكتب:
“للأسف، يبدو أن سوريا خرجت من الرمضاء إلى النار، حيث أن قوى إسلامية متطرفة تقف وراء التغيير السياسي.”
وأشار أوكيسون إلى ضرورة إعادة تقييم تصاريح الإقامة قائلاً:
“الوضع الجديد يتطلب قرارات جديدة. لذلك يجب إعادة النظر في الإقامات الممنوحة للسوريين في السويد.”
كما دعا إلى تشديد إجراءات التحقق من الهوية على الحدود، قائلاً:
“سأناقش مع الحكومة تعزيز الرقابة الحدودية استعدادًا لموجة لجوء جديدة محتملة.”
رد الخارجية السويدية: “الوضع لا يزال خطيرًا”
في مقابلة مع برنامج SVT Agenda، ردت وزيرة الخارجية ماريا مالمير ستينرغارد (M) بقوة على تصريحات أوكيسون.
وقالت:
“موقفنا واضح: لا يزال الوضع في سوريا خطيرًا للغاية. نحن نحذر بأشد العبارات من السفر إلى سوريا وندعو المواطنين السويديين إلى مغادرة البلاد.”
وأكدت الوزيرة أن الحديث عن إعادة تقييم تصاريح الإقامة لا يزال مبكرًا، موضحة أن ذلك يتطلب تحسينات كبيرة ومستدامة وفقًا لقوانين الاتحاد الأوروبي.
وأضافت:
“في الوقت الحالي، نقوم بتحويل سياسة الهجرة إلى منح تصاريح إقامة مؤقتة كقاعدة، مع إمكانية العودة إلى الوطن بمجرد تحسن الأوضاع.”
موقف وزير الهجرة
كتب وزير الهجرة يوهان فورسيل (M) في تعليق لـ أفتونبلاديت أن الحكومة تراقب الوضع في سوريا عن كثب، لكنه شدد على أن الوقت لا يزال مبكرًا لاتخاذ قرارات بعيدة المدى.
وقال:
“أتمنى أن نرى استقرارًا وديمقراطية في سوريا، لكن تقييم حق الحماية يتطلب تغييرات كبيرة ودائمة.”
وأضاف فورسيل أن السويد مستمرة في تطبيق سياسة هجرة مقيدة، مشيرًا إلى أن الحماية تُمنح طالما هناك حاجة فعلية لها.
و بينما يدعو أوكيسون إلى اتخاذ خطوات حاسمة تجاه اللاجئين السوريين، تؤكد الحكومة السويدية أن الوضع في سوريا لا يزال غير مستقر وأن أي قرارات بشأن تصاريح الإقامة يجب أن تكون مبنية على تحسن مستدام في الظروف الأمنية والسياسية في البلاد.
المصدر: aftonbladet