دال ميديا: مع استمرار تداعيات مجزرة أوريبرو، حيث قتل المهاجم ريكارد أندرسون عشرة أشخاص داخل مدرسة ريسبرجسكا، تزايدت التساؤلات حول سبب عدم تصنيفه كإرهابي، ولماذا لا يتم التعامل مع الجريمة باعتبارها هجومًا إرهابيًا رغم فداحتها.
“الإرهاب ليس مجرد فظاعة”.. التفسير القانوني للجريمة
لينا ليونغدال، الخبيرة في أمن المدارس والشرطية السابقة، أوضحت أن تعريف الإرهاب في القانون السويدي لا يعتمد فقط على مدى وحشية الجريمة، وإنما على دوافعها وأهدافها.
وقالت في تصريحها:
“الإرهاب جريمة ذات طابع قانوني خاص، ويجب أن يكون الهدف منها زعزعة استقرار الدولة أو التأثير على قراراتها السياسية. مجرد نشر الرعب في المجتمع لا يكفي لاعتبار الهجوم إرهابيًا.”
وأضافت:
“الإرهاب ليس مقياسًا لشدة الجريمة أو مدى فظاعتها، بل يرتبط بشكل مباشر بوجود دافع سياسي يهدف إلى تغيير الدولة.”
كيف يحدد القانون السويدي الجرائم الإرهابية؟
بحسب القوانين السويدية، يجب أن يحقق الفعل الشروط التالية ليُعتبر جريمة إرهابية:
– أن يكون الهدف من الهجوم التأثير على مؤسسات الدولة أو زعزعة استقرارها.
– أن يكون الدافع سياسيًا أو أيديولوجيًا واضحًا.
– أن يهدف الفعل إلى إجبار الحكومة على تغيير قراراتها أو سياساتها.
لماذا لم يُصنف هجوم أوريبرو كإرهاب؟
رغم أن الحادث كان الأكثر دموية في تاريخ السويد الحديث، إلا أن الشرطة لم تجد حتى الآن أي دليل على أن المهاجم كان يسعى لتغيير سياسات الدولة أو أن دوافعه كانت سياسية.
وأوضحت ليونغدال أن كثيرًا من الجرائم المروعة في التاريخ لم يتم تصنيفها كأعمال إرهابية لأنها لم تستهدف الدولة أو مؤسساتها، قائلة:
“غالبًا ما تفشل هذه التصنيفات لأنها لا تؤثر على عمليات اتخاذ القرار السياسي للدولة بعد وقوعها.”
الجدل مستمر.. هل ينبغي إعادة النظر في تعريف الإرهاب؟
تثير هذه الجريمة نقاشًا واسعًا حول ضرورة تحديث القوانين السويدية بحيث تأخذ في الاعتبار حجم الدمار والخوف الذي يمكن أن تخلفه بعض الجرائم الجماعية، حتى إن لم تكن ذات دوافع سياسية مباشرة.
هل يجب أن يتغير تعريف الإرهاب ليشمل مثل هذه المجازر العشوائية؟ أم أن الإرهاب يجب أن يظل مرتبطًا بالدوافع السياسية فقط؟
المصدر: tv4