أثارت حادثة على متن قطار في هامبورغ مخاوف كبيرة بعدما اشتُبه في إصابة طالب طب يبلغ من العمر 26 عامًا بفيروس ماربورغ القاتل. وفقًا لصحيفة “بيلد”، كان الطالب، الذي جاء برفقة صديقته، قد استقل القطار بعد وصوله من رواندا يوم الأربعاء، حيث كان على اتصال سابق بمريض تأكدت إصابته بفيروس ماربورغ.
إجراءات احترازية وقلق واسع:
خلال الرحلة، ظهرت على الزوجين أعراض تشبه الإنفلونزا، مما استدعى نقلهما بشكل طارئ إلى المستشفى. تم إغلاق محطة قطار هامبورغ بواسطة الشرطة المحلية، وتم إخلاء الركاب من الأرصفة كإجراء احترازي.
وكان على متن القطار حوالي 200 راكب، ويجري الآن تتبع كل من كان على اتصال بالمسافرين المشتبه في إصابتهما. وأوضح متحدث باسم فرقة الإطفاء في هامبورغ: “علينا الآن أن نتأكد مما إذا كان بالإمكان انتقال العدوى في تلك الفترة القصيرة المتاحة”.
الوضع في رواندا وانتشار الفيروس:
في غضون ذلك، يواجه العالم انتشارًا متزايدًا لفيروس ماربورغ في رواندا، حيث أعلنت وزارة الصحة في رواندا في 27 سبتمبر عن تفشي عدوى الفيروس القاتل. بعد يومين من الإعلان، تم تأكيد 26 حالة إصابة، بينها 8 حالات وفاة.
فيروس ماربورغ:
فيروس ماربورغ هو فيروس نادر ولكنه شديد الخطورة، حيث يسبب حمى نزفية مشابهة لتلك التي يسببها فيروس الإيبولا. ينتقل الفيروس إلى البشر عبر الاتصال المباشر مع سوائل الجسم للشخص المصاب أو من خلال ملامسة حيوانات مصابة، مثل الخفافيش والفئران. يعد فيروس ماربورغ من الفيروسات التي تصل نسبة الوفيات فيها إلى 50-90%، مما يجعله واحدًا من أخطر الفيروسات المعروفة.
تشمل الأعراض المبكرة للفيروس حمى شديدة، وصداع شديد، وآلام في العضلات، يتبعها نزيف داخلي وخارجي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة إذا لم يُقدم العلاج اللازم. وعلى الرغم من عدم وجود علاج محدد للفيروس، يتم توفير الرعاية الداعمة مثل السوائل الوريدية ودعم الأعضاء الحيوية للمصابين، مما يمكن أن يساعد في تحسين فرص النجاة.
وقد ظهرت الفاشيات السابقة لهذا الفيروس في عدة دول أفريقية، من بينها أوغندا والكونغو وأنغولا، مما يعزز المخاوف من انتقاله عبر الحدود في ظل الظروف الحالية.
المتابعة الدولية للوضع:
تراقب هيئة الصحة العامة في السويد عن كثب تطورات الوضع وتتلقى تقييمات مستمرة من منظمة الصحة العالمية (WHO) حول مخاطر انتشار الفيروس. تعمل السلطات الصحية في كل من رواندا وألمانيا على حصر الحالات المشتبه فيها والتأكد من عدم انتقال الفيروس بين الأفراد على نطاق واسع، بهدف السيطرة على الوضع ومنع تفشيه.
من الضروري زيادة الوعي حول هذا الفيروس القاتل واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الصحة العامة، خاصة في ظل سهولة انتقال العدوى في البيئات المغلقة والمزدحمة مثل القطارات.