وقعت سارة، وهي امرأة سويدية في الستينيات من عمرها، ضحية لعملية احتيال رومانسية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كلفها الملايين من الكرونات السويدية، ماعدا ما تعرضت له من ذل و إهانة وخداع طوال فترة تواصلها مع الرجل الذي كان يفترض انه حبيبها و زوجها المستقبلي.
بدأت قصة سارة المأساوية بعد عام واحد فقط من وفاة زوجها الذي عاشت معه 30 عامًا. بحثًا عن الرفقة، أنشأت ملفًا تعريفًا على موقع مواعدة، حيث تعرفت على رجل يدعى دييغو، وهو من البرتغال و يفترض انه يدير شركة ناجحة.
سرعان ما وقعت سارة في شباك دييغو، الذي بدا وكأنه فارس الأحلام الذي يتحلى بشخصية مثالية و طيبة قلب لا مثيل لها، فقد كان يرسل لها رسائل حب رومانسية ويشاركها أحلامه في الانتقال إلى السويد للعيش معها بعد ان ينهي بعض من أعماله التجارية في دبي. حتى أن لديه ابنة تعيش في السويد، مما عزز شعور سارة بصدق مشاعره.
مع مرور الوقت أخذت القصة تأخذ منحى آخر، بعد ان ادعى الرجل انه يواجه مشاكل في جهازه الكمبيوتر، فقد كان بحاجة الى طلب منتجات جديدة و طلب من سارة مساعدته في سداد بعض المدفوعات المالية. وهو مافعلته سارة دون أي تفكير مدفوعة بالحب والثقة العمياء برجل لم تره في حياتها.
بعدها ادعى دييغو انه تم حظر حسابه البنكي بسبب تسجيل دخول غير قانوني في السويد، و انه بحاجة الى قرض المزيد من الأموال. لم تمانع سارة في تقديم المساعدة لكنها طالبت بعقد لضمان حقوقها، فتم ربطها برجل على أساس انه محامي دييغو.
مع مرور الوقت، استمر دييغو في طلب المزيد من القروض، مدعيًا أنه يواجه مشكلات مالية مختلفة، وهو ما لفت انتباه سارة أخيرا وبدأت في تقصي الحقائق لكن بعد فوات الأوان، حيث كانت المرأة قد خسرت ما يقرب من ستة ملايين كرونة سويدية، وهو الأموال التي جاءت من بيع منزلها و من قروض كبيرة تكدست عليها و باتت مجبرة على دفعها.
أدركت سارة أنها تعرضت للاحتيال، و شعرت بالخجل واليأس، لكنها قررت عدم الاستسلام، حيث قدمت بلاغا للشرطة حول عملية نصب و احتيال عبر الانترنت، على أمل في استعادة أموالها وليس قلبها المحطم الذي أصبح لعبة في يد محتال.
وبعد مرور عامين تقريباً على عملية الاحتيال و تقديم بلاغ للشرطة، ما تزال القضية مفتوحة ولم يحدث الكثير بسبب نقص الموارد لدى الشرطة.
على الرغم من الخسارة والعار، اختارت سارة أن تتحدث عن تجربتها المروعة. تأمل أن تُلهم قصتها الآخرين ليكونوا أكثر حذرًا عند التعامل مع الرومانسية عبر الإنترنت، وأن تمنع وقوع المزيد من الضحايا.
ليست سارة وحدها!
ازداد عدد حالات الاحتيال الرومانسي المبلغ عنها للشرطة بنسبة 33٪ منذ بدء تسجيلها في عام 2019. ففي العام الماضي، تم الإبلاغ عن 1318 حالة. ومع ذلك، يُعتقد أن الرقم الحقيقي أعلى بكثير لأن العديد من الأشخاص يشعرون بالخجل من الإبلاغ عن تعرضهم للاحتيال.
المصدر: tv4.se