دال ميديا: في ليلة هادئة من شهر مايو 2024، وفي بلدبة Lessebo، جنوب السويد، وقعت جريمة صادمة ستظل عالقة في الأذهان. شابة تبلغ من العمر 22 عامًا لقيت حتفها على يد شقيقها البالغ من العمر 23 عامًا، والذي اعترف لاحقًا بجريمته مدعيًا أنها ارتُكبت بدافع “الحفاظ على شرف العائلة”. القضية، التي كشفت عن تفاصيل مرعبة، أدت إلى توجيه تهم القتل وانتهاك حرمة القبور لكل من الشقيق ووالديه، لتصبح واحدة من أكثر الجرائم إثارة للجدل في السويد.
بحسب ما ورد في لائحة الاتهام، وقعت الجريمة مساء الثالث من مايو 2024، حيث قام الشقيق، وبتنسيق مُفترض مع والديه، بقتل شقيقته في سيارة العائلة. لكن الحكاية لا تنتهي عند القتل. الجثة لم تُدفن بل تعرضت لعملية حرق بشعة في منطقة إيكاباكن الريفية. الأمر الأكثر إثارة للرعب هو أن الجثة أُحرقت مرتين: مرة فور وقوع الجريمة، ومرة ثانية لاحقًا في محاولة لطمس الأدلة.
الشقيق اعترف بكل برود بجريمته، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد. أشار بأصابع الاتهام إلى والديه، مؤكدًا أنهما كانا معه في السيارة أثناء تنفيذ الجريمة. ورغم هذه الاعترافات، ينفي الوالدان بشكل قاطع تورطهما، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول الرواية الحقيقية لما حدث تلك الليلة المأساوية.
الادعاء العام لم يعتمد فقط على اعترافات الشقيق، بل جمع أدلة متنوعة تثبت ضلوع جميع المتهمين في الجريمة. تم تقديم أدلة من الحمض النووي (DNA) تُثبت تواجدهم في موقع الجريمة، إضافة إلى تتبع مواقع الهواتف المحمولة التي أكدت تحركاتهم في تلك الليلة. كما أظهرت كاميرات المراقبة تسجيلات حاسمة، وساهمت بيانات بلوتوث السيارة المستخدمة في الجريمة في رسم صورة واضحة للمحققين.
آنا-كارين فون شولتز، المدعية العامة المسؤولة عن القضية، أوضحت أن الجريمة تم التخطيط لها وتنفيذها بعناية من قبل جميع المتهمين. وقالت في بيان صحفي: “ما حدث ليس جريمة عادية. إنها محاولة منظمة للحفاظ على شرف العائلة، وفقًا لتصورهم، وهو أمر يجعل الجريمة أكثر بشاعة.”
الجريمة أثارت جدلًا واسعًا في السويد حول ما يُعرف بـ”جرائم الشرف”، وهي قضايا نادرة الحدوث في البلاد لكنها تترك أثرًا عميقًا على المجتمع. هذه القضية ليست فقط عن جريمة قتل، بل عن القيم والثقافات المتضاربة التي تظهر في المجتمعات الحديثة.
من جهة أخرى، أثارت الجريمة حزنًا عميقًا في المجتمع المحلي في ليسيبو، حيث كانت الضحية تُعرف بكونها شابة هادئة ومحبوبة من الجميع. أما الشقيق المتهم، فقد كان لديه سجل عسكري حافل، لكن يبدو أن هذه الجريمة كانت بعيدة كل البعد عن أي تصرف معقول.
الآن، ينتظر الجميع بدء المحاكمة، حيث ستُعرض الأدلة والشهادات أمام المحكمة. الجميع يسأل: هل كانت الجريمة فعلًا جريمة شرف؟ وهل الوالدان متورطان حقًا أم أن الشقيق يحاول تحميلهما مسؤولية ما فعله وحده؟
المصدر: svt