دال ميديا: في خطوة تحمل أبعاداً سياسية واجتماعية كبيرة، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع مساء السبت عن تأليف حكومة جديدة، مشدداً على عزمه بناء “دولة قوية ومستقرة”. جاء الإعلان خلال مراسم رسمية عُقدت في قصر الشعب بدمشق، حيث أكد الشرع أن الحكومة الجديدة ستكون “حكومة تغيير وبناء”، داعياً الشعب إلى المساهمة في نهضة البلاد.
ملامح الحكومة الجديدة
في التشكيل الوزاري الجديد، احتفظ كل من وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة بمنصبيهما، في حين تولى أنس خطاب، رئيس إدارة المخابرات العامة السابق، حقيبة وزارة الداخلية. ومن بين الوزراء الجدد، تسلم مظهر الويس وزارة العدل، ومحمد أبو الخير شكري وزارة الأوقاف، بينما حصل محمد عبد الرحمن تركو على وزارة التربية والتعليم.
في خطوة استراتيجية، تم دمج وزارات الكهرباء والنفط والغاز تحت مظلة وزارة واحدة، هي وزارة الطاقة التي سيتولاها محمد البشير. وقد أوضح الشرع أن هذا الدمج يهدف إلى تحسين إدارة الموارد الطاقوية وضمان توفير الكهرباء على مدار الساعة.
وزارات جديدة ومهام واضحة
أعلن الشرع عن استحداث وزارة للطوارئ والكوارث يرأسها رائد الصالح، بهدف التعامل السريع مع الأزمات والكوارث الطبيعية. كما تم استحداث خطط لتطوير الذكاء الاصطناعي بهدف تحسين الأداء الحكومي والخدمات المقدمة للمواطنين.
من جانب آخر، تسلمت هند قبوات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ومحمد يسر برنية وزارة المالية، بينما قاد نضال الشعار وزارة الاقتصاد. وفيما يخص الصحة والتعليم العالي، حصل مصعب نزال العلي على وزارة الصحة، ومروان الحلبي على وزارة التعليم العالي.
خطط مستقبلية وتنظيم حكومي جديد
أكد الرئيس الشرع أن الحكومة الجديدة ستعمل على بناء جيش وطني قوي قادر على حماية البلاد من التهديدات الداخلية والخارجية. كما شدد على محاربة الفساد بقوله:
“لن نسمح للفساد بأن يتسلل إلى مؤسساتنا”.
مرحلة انتقالية ومستقبل واعد
منذ أن أطاحت الفصائل المعارضة بالرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، شكلت حكومة تصريف أعمال لتسيير الشؤون العامة في البلاد. وبعد توليه رئاسة انتقالية في يناير، أعلن الشرع عن فترة انتقالية تمتد خمس سنوات، تهدف إلى إعادة الاستقرار بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية التي دامت 14 عاماً.
مع تأكيد الشرع على أن الانتخابات المقبلة ستُجرى وفق دستور جديد، يتطلع السوريون إلى مستقبل مختلف يحمل في طياته الأمان والاستقراربعد عقود من الصراعات.