حمامات الجليد في النرويج.. ظاهرة متنامية تجمع بين التحدي والمتعة رغم برد الشتاء القارس

حمامات الجليد في النرويج. Photo: Fløyen

النرويج: وسط الشتاء القاسي والبرد القارس الذي تشتهر به النرويج، تشهد مدينة بيرغن ظاهرة متنامية لحمامات الجليد الجماعية، حيث يتحدى السباحون المتحمسون المياه المتجمدة بحثًا عن إحساس فريد بالانتعاش والراحة النفسية، في نشاط يجذب المزيد من المشاركين عامًا بعد عام.

شغف يتزايد عامًا بعد عام

تحت سماء بيرغن الرمادية، تتصدر أسماء مثل كريستين إسبي وسيري سيفرتسن مشهد حمامات الجليد، حيث أصبحتا رمزين لهذا المجتمع الرياضي المتنامي.

تقول كريستين بحماس:
“إنه منعش للغاية! نحن بخير تمامًا.”
أما سيري، فتؤكد أن شهري يناير وفبراير يشهدان إقبالًا متزايدًا من السباحين الباحثين عن تجربة فريدة من نوعها، حيث ينجذب المزيد من الناس لاختبار برودة المياه والتغلب على رهبة الطقس القاسي.

فوائد نفسية وصحية.. لكن بحذر

رغم جاذبية هذه التجربة، لا تزال الفوائد الصحية للاستحمام في المياه الجليدية تخضع للبحث والدراسة. الطبيب والباحث ديدريك إسبلاند يشير إلى أن هذه الرياضة تقدم تأثيرات إيجابية واضحة، أبرزها:

  • تحسين الحالة النفسية: تخفيف التوتر وتحسين المزاج العام.
  • فوائد جسدية محتملة: مثل تحسين حساسية الأنسولين وزيادة التركيز.

لكن إسبلاند يحذر في الوقت ذاته من المخاطر المحتملة مثل انخفاض حرارة الجسم، مشددًا على أهمية اتباع تدابير السلامة، والامتناع عن ممارسة هذه الأنشطة بشكل فردي دون رفقة أو إشراف.

نشاط مجتمعي يعزز الترابط

لا تقتصر حمامات الجليد في بيرغن على الجانب الرياضي فقط، بل أصبحت نشاطًا مجتمعيًا يهدف إلى تعزيز الروابط الاجتماعية. إنغفيلد يارنيس، رئيس الأنشطة في منظمة فلويبانن، يوضح أن تنظيم هذه الفعاليات يهدف إلى توفير تجربة ممتعة وآمنة للسكان، حيث يقول:
“الجميع يتطلع لهذه الأنشطة خلال أشهر الشتاء الباردة، لأنها تمنح شعورًا بالحيوية والمتعة رغم قسوة الطقس.”

تجارب شخصية ملهمة

بالنسبة لبعض المشاركين، مثل مارتا دوبييل، كانت التجربة مشجعة للعودة بعد انقطاع لعام كامل، إذ قالت:
“لقد كانت تجربة رائعة حقًا، أوصي بها للجميع!”

بينما وصفت إيزابيل هاوسفيك الشعور الذي اختبرته بعد الغوص في المياه الجليدية بأنه أشبه بتجربة تأمل عميق، وأضافت:
“يُقال إن الاستحمام في المياه الجليدية يبدد أي شعور بالغضب، وهذا صحيح تمامًا.. التأثير الإيجابي يدوم لعدة أيام.”

تجربة لا تقتصر على التحدي الرياضي فقط

حمامات الجليد في بيرغن تجاوزت كونها مجرد مواجهة للبرد، لتصبح تجربة شاملة تجمع بين التحدي الرياضي، التأمل الذاتي، والانخراط المجتمعي. ومع استمرار نمو شعبيتها، تبقى السلامة والوعي بالمخاطر من الأولويات التي يجب مراعاتها لضمان استمرار هذه الظاهرة الإيجابية بأمان.

المزيد من المواضيع