دال ميديا: يحذر خبراء في التربية من أن الحماية الزائدة للأطفال قد تؤثر سلبًا على تطورهم الطبيعي واستقلاليتهم. ويؤكد الباحثون أن الأطفال بحاجة إلى استكشاف بيئتهم، التسلق، والتعرض للصدمات البسيطة لتطوير مهاراتهم الحركية وتعزيز إدراكهم للمخاطر.
بحسب دراسة نشرتها صحيفة (Svenska Dagbladet)، أصبح الآباء أكثر قلقًا على سلامة أطفالهم، مما قد يؤدي إلى إضعاف قدرتهم على التعلم والاستقلالية. كما تشير الإحصاءات إلى انخفاض كبير في عدد الأطفال الذين يلعبون في الهواء الطلق بانتظام، حيث أظهرت دراسة بريطانية عام 2022 أن 27% فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عامًا يقضون وقتًا في اللعب في الخارج، مقارنة بـ 80% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عامًا اليوم.
تؤكد ماريا بوردا، المدربة المتخصصة في توجيه الآباء، أن السماح للأطفال بتجربة مخاطر بسيطة أمر أساسي لتطورهم. وتضيف أن الأطفال يجب أن يكون لديهم الفرصة لاختبار قدراتهم البدنية والاعتماد على أنفسهم، بدلًا من منعهم بشكل مفرط من خوض تجارب طبيعية مثل القفز، التسلق، وحتى السقوط البسيط.
تشير بوردا إلى أن القلق المفرط لدى الآباء يؤخر قدرة الأطفال على التنقل بحرية، حيث ارتفع متوسط العمر الذي يسمح فيه للأطفال بالتحرك دون إشراف من 9 سنوات إلى 11 عامًا خلال العقود الأخيرة. وتقول إن العديد من المجتمعات الأصلية تمنح الأطفال حرية أكبر، مما يساعدهم على بناء ثقة بالنفس وقدرة أكبر على تقييم المخاطر.
إلى جانب فائدة هذه الحرية للأطفال، فإن السماح لهم بالاعتماد على أنفسهم يساعد الآباء أيضًا في تقليل التوتر والقلق. وتؤكد بوردا أن الأطفال الذين يتم منحهم مساحة للاستكشاف منذ الصغر يصبحون أكثر استقلالية وقدرة على التعامل مع المواقف المختلفة، مما يمنح الوالدين شعورًا بالراحة والثقة في قدرات أبنائهم.