دال ميديا: في دراسة فريدة أجراها مجلس الأغذية السويدي (Livsmedelsverket)، تم جمع عينات من الدم والبول لنحو 600 طفل من مختلف أنحاء السويد، تتراوح أعمارهم بين عام ونصف وأربع سنوات. وقد أظهرت النتائج أن مستويات بعض المواد السامة غير المرغوب بها قد انخفضت بشكل ملحوظ مقارنة بما كانت عليه في السبعينيات، مثل الرصاص والزئبق والكادميوم، بحسب ما نقلته قناة التلفزيون السويدي SVT.
وقالت سنا لينغيل، المتخصصة في علم السموم بالمجلس، إن “المواد الضارة لا تزال موجودة في البيئة والغذاء ومياه الشرب، حتى إن كانت بنسب منخفضة، لذلك من المهم تقليلها قدر الإمكان لحماية صحة الأطفال على المدى الطويل”.
الرصاص يتراجع… وPFAS وبيسفينول A تحت المجهر
وأشارت الدراسة إلى أن نسبة الرصاص في أجسام الأطفال تراجعت بشكل حاد منذ إلغاء استخدام البنزين المحتوي على الرصاص في السويد خلال السبعينيات، إلا أن القلق ما زال قائمًا بشأن مركبات PFAS وبيسفينول A، التي كانت تُستخدم سابقًا في الصناعات البلاستيكية وعبوات المواد الغذائية، ولا تزال موجودة في البيئة رغم القيود الأخيرة المفروضة عليها.
وقالت لينغيل: “حتى وإن كانت المستويات منخفضة، فإن استمرار وجود هذه المركبات مقلق، خاصة أنها قد تؤثر على الجسم مع مرور الوقت”.
تحسن نسبي في عادات الأكل… لكن التحديات مستمرة
من جهة أخرى، كشفت الدراسة أن أنماط تغذية الأطفال قد تحسنت مقارنة بما كانت عليه قبل 20 عامًا. فقد ارتفع استهلاك الفواكه والخضروات، بينما انخفض استهلاك اللحوم الحمراء والسكر. ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن الأطفال لا يزالون يتناولون كميات مفرطة من اللحوم المصنّعة مثل النقانق، إلى جانب الحلويات والمقرمشات.
وسجّلت الدراسة، التي حملت عنوان “Riksmaten Småbarn 2021–2024″، ما يلي:
- معظم الأطفال يتناولون فواكه وخضروات يوميًا بمعدل 275 غرامًا.
- نصف الأطفال بعمر عام ونصف و65% من الأطفال بعمر 4 سنوات يتناولون أكثر من 350 غرامًا من اللحوم الحمراء والمصنعة أسبوعيًا.
- تقريبًا جميع الأطفال يتناولون الأسماك، لكن فقط ثلثهم يتناولها 2–3 مرات أسبوعيًا.
- نصف الأطفال بعمر 4 سنوات يستهلكون كميات زائدة من السكر.
- نسبة السعرات الحرارية من الحلويات والوجبات الخفيفة انخفضت من 23% عام 2003 إلى 15% فقط.
- لا توجد مؤشرات على نقص خطير في الفيتامينات أو المعادن لدى الأطفال.
خطوات تشريعية قادمة للحد من المواد الكيميائية
وفقًا لـ Livsmedelsverket، تم حظر العديد من مركبات PFAS خلال السنوات الأخيرة، كما خُفض الحد الأقصى المسموح به منها في مياه الشرب. ومن المقرر أن يُمنع استخدام بيسفينول A في عبوات الأغذية في جميع أنحاء أوروبا قريبًا.
خلاصة
رغم التحسن الملحوظ في بعض المؤشرات، إلا أن استمرار وجود مركبات كيميائية غير مرغوب فيها في أجسام الأطفال يُعد جرس إنذار يدعو لمزيد من الرقابة والتشريعات لحماية الأجيال القادمة.