في دراسة شاملة امتدت على مدار 20 عاماً وشارك فيها أكثر من 13 ألف شخص، توصل الباحثون إلى أن استهلاك الفاكهة خلال منتصف العمر يمكن أن يساعد في تقليل احتمالات الإصابة بالاكتئاب في مراحل لاحقة من الحياة. وقد أجريت الدراسة بقيادة كلية الطب بجامعة سنغافورة الوطنية، وكشفت عن دور كبير للعوامل الغذائية في الوقاية من الاكتئاب مع التقدم في العمر.
أظهرت نتائج الدراسة، التي نشرت على موقع “ديلي ساينس”، أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من الفاكهة في وقت مبكر من حياتهم كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب لاحقاً. وقد شملت الدراسة 14 نوعاً من الفاكهة الأكثر استهلاكاً في سنغافورة، بما في ذلك البرتقال، اليوسفي، الموز، البابايا، البطيخ، والتفاح.
وأوضح الباحثون أن استهلاك هذه الفواكه، التي تتميز بمستويات عالية من مضادات الأكسدة والمواد المضادة للالتهابات، يرتبط بانخفاض احتمالات الإصابة بالاكتئاب. وقال الأستاذ كوه وون بواي، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن “المشاركين الذين تناولوا ثلاث حصص على الأقل من الفاكهة يومياً، مقارنةً بمن تناولوا أقل من حصة واحدة في اليوم، تمكنوا من تقليل احتمالية الإصابة بالاكتئاب المرتبط بالتقدم في العمر بنسبة لا تقل عن 21%”. وأضاف بواي أن هذه الفوائد يمكن تحقيقها من خلال تناول حصة إلى حصتين من الفاكهة بعد كل وجبة.
في المقابل، لم تجد الدراسة علاقة بين استهلاك الخضروات واحتمالية الإصابة بأعراض الاكتئاب، مما يبرز أهمية الفواكه في الحفاظ على الصحة النفسية مع التقدم في العمر.
هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية الدمج بين الفواكه في النظام الغذائي كوسيلة فعالة لدعم الصحة النفسية والحماية من الاكتئاب مع التقدم في العمر، مما يوفر إرشادات قيمة للأفراد الراغبين في تعزيز رفاهيتهم النفسية من خلال النظام الغذائي.