ربع الشباب في السويد يستخدمون “السنويس الأبيض”… وأطباء الأسنان يحذرون من أضرار طويلة الأمد

فرنسا تحظر السنوس. Foto: Martina Holmberg / TT

دال ميديا: كشف تقرير جديد أن واحدًا من كل أربعة سويديين تتراوح أعمارهم بين 16 و 29 عامًا يستخدم بانتظام “السنويس الأبيض”، وهو منتج يُروج له على أنه خالٍ من التبغ، لكنه بات يثير قلقًا طبيًا متزايدًا لدى الأوساط الصحية.

ففي الوقت الذي يشهد فيه هذا النوع من السنويس رواجًا واسعًا بين الشباب، أطلقت جامعة يوتبوري تحذيرًا من أضرار صحية خطيرة وطويلة الأمد على اللثة لدى المستخدمين، وذلك ضمن مشروع بحثي مستمر يدرس تأثيرات هذا المنتج الذي لا يخضع لقانون التبغ رغم احتوائه على النيكوتين، بحسب ما جاء في تقرير نشره راديو السويد.

تقول الدكتورة غيتا غالي، أخصائية طب الأسنان والباحثة في جامعة يوتبوري، إن الضرر الناجم عن السنويس الأبيض يختلف بشكل كبير عن الأضرار التقليدية المرتبطة بالسنويس البني (التبغ التقليدي)، مشيرة إلى أن التهابات الأغشية المخاطية والتغيرات النسيجية قد تستمر لفترات طويلة حتى بعد التوقف عن استخدامه.

وأضافت:
“في حالة السنويس التقليدي، غالبًا ما تلتئم الأنسجة خلال بضعة أسابيع بعد التوقف عن الاستخدام، لكننا لاحظنا أن التغيرات الناتجة عن السنويس الأبيض قد تستمر لعدة أشهر، بل أحيانًا تصل إلى عام أو عام ونصف، حتى بعد التوقف التام عن استخدامه”.

وتظهر نتائج التحاليل النسيجية أن هذا النوع من السنويس يسبب التهابات حادة واحمرارًا واضحًا وترققًا في الغشاء المخاطي للفم، ما دفع الباحثين إلى التوصية بالتوقف الفوري عن استخدامه بمجرد ظهور الأعراض أو ملاحظة تغيرات في أنسجة الفم.

المشروع البحثي الذي أطلقته جامعة يوتبوري سيمتد لخمس سنوات على الأقل، وتركز الدراسة بشكل خاص على الاستخدام المتزايد لهذا المنتج بين الشابات تحديدًا، وهو ما وصفته الباحثة غيتا غالي بأنه “أمر مثير للقلق”، خصوصًا في ظل قلة المعرفة العلمية حول التأثيرات طويلة الأمد لهذا المنتج الذي لم يمضِ على طرحه في الأسواق أكثر من عشر سنوات.

ما هو السنويس الأبيض؟

رغم تصنيفه على أنه خالٍ من التبغ، إلا أن السنويس الأبيض يحتوي على نيكوتين مستخلص من أوراق التبغ، بالإضافة إلى مواد أخرى مثل السليلوز، بيكربونات الصوديوم، الملح، مواد منكهة ومحليات.

ومن أبرز خصائصه الكيميائية ارتفاع درجة الحموضة (pH) بسبب وجود الصودا، ما يُسرّع امتصاص النيكوتين عبر الأغشية المخاطية ويُحدث تأثيرًا أقوى على الجهاز العصبي مقارنة بالسنويس التقليدي.

وعلى الرغم من أن المنتج يُسوّق على أنه “بديل صحي”، إلا أنه لا يخضع لقانون التبغ السويدي، بل يُصنّف كمنتج خالٍ من التبغ، مع فرض حد أدنى للشراء بعمر 18 عامًا وتنظيم محدود للإعلانات.

لكن ومع تزايد المعطيات الطبية، بدأت التساؤلات تتصاعد حول ما إذا كان السنويس الأبيض مجرد بديل أقل ضررًا، أم أنه يحمل في طياته مخاطر خفية تتطلب مزيدًا من التدقيق والرقابة.

المزيد من المواضيع