تشهد برشلونة، المدينة الإسبانية الشهيرة، موجة من الغضب الشعبي ضد السياح، خاصة مع ازدياد حدة أزمة نقص المياه التي تُعاني منها المنطقة منذ فترة طويلة، وفقا لموقع بوليتيكو.
و يعد الجفاف الذي يضرب منطقة كاتالونيا الأسوأ في تاريخها، حيث يلقى اللوم على الزوار في إهدار كميات هائلة من المياه، بينما يُفرض على السكان المحليين قيود صارمة على استهلاكها.
استهلاك هائل للمياه من قبل السياح:
يزور برشلونة حوالي 30 مليون شخص سنويًا، ويزداد عدد الزوار بشكل كبير خلال أشهر الصيف الحارة والجافة.
يعد ذلك مصدرًا اقتصاديًا هامًا للمدينة، لكنه في نفس الوقت أدى إلى نمو الشعور بالاستياء من السياحة، حيث يستهلك السياح كمية أكبر بكثير من مياه المدينة مقارنة بالمواطن العادي.
تُشير التقديرات إلى أن الأسر المحلية تستهلك 99 لترًا من الماء للفرد في اليوم، وهو ما يقل بكثير عن المتوسط الإسباني والأوروبي، بينما يستهلك السياح 163 لترًا في اليوم.
غضب السكان المحليين:
أثار هذا الوضع غضب السكان المحليين، الذين يرون أنهم يتحملون عبء أزمة المياه بينما يُسمح للسياح بإهدارها دون قيود. وكتب شخص ما على صخرة تطل على المدينة بأحرف سوداء: “رحلتك الفاخرة، بؤسي اليومي”.
نداءات لترشيد استهلاك المياه:
تُدرك السلطات المحلية أهمية السياحة للاقتصاد المحلي، لكنها تُحاول في نفس الوقت معالجة أزمة المياه. وأطلقت السلطات الكاتالونية حملة توعوية تدعو السياح إلى ترشيد استهلاك المياه خلال إقامتهم في برشلونة. وتتضمن الحملة ملصقات ونشرات تُوزع في جميع أنحاء المدينة، تُذكّر الزوار بأهمية الحفاظ على هذا المورد الثمين.
تعد أزمة المياه في برشلونة نموذجًا لما قد تواجهه العديد من المدن في جميع أنحاء العالم مع ازدياد حدة تغييرات المناخ. وتُشير التوقعات إلى أن فترات الجفاف ستصبح أكثر شيوعًا وشدة في المستقبل، مما سيُشكل تحديًا كبيرًا لإدارة الموارد المائية.