دال ميديا: أُلقي القبض على الصحفي السويدي يوآكيم مدين في تركيا، ويقبع حاليًا في سجن سيليفري شديد الحراسة الواقع على بعد حوالي 70 كيلومترًا غرب إسطنبول. يُعرف السجن بكونه أكبر مجمع سجون في أوروبا، حيث يتسع لأكثر من 11,000 سجين، ويضم عدة أبنية تضم سجناء من الجنسين. يُحيط بالسجن منطقة حراسة ضخمة تعادل مساحة 200 ملعب كرة قدم، وفقا لما جاء في تقرير للتلفزيون السويدي SVT.
ظروف قاسية وعنف داخل السجن
يُعرف سجن سيليفري بظروفه القاسية وسمعته السيئة، حيث أفادت تقارير بأن السجناء يعانون من نقص في الطعام، وعدم توفر الرعاية الصحية، وقلة المياه الدافئة. كما يُقال إن بعض السجناء اضطروا للنوم على أرضية الزنازين بسبب الاكتظاظ، الذي وصل إلى أكثر من 4,000 سجين فوق الطاقة الاستيعابية.
في عام 2022، نشر البرلمان التركي تقريرًا يوضح تعرض السجناء في سيليفري للعنف من قبل الحراس، وذكر التقرير أيضًا وجود حالات من الإصابة بالجرب بسبب الظروف غير الصحية.
من جانبها، أفادت منظمة المركز السويدي للحرية (SCF)، التي أنشأها صحفيون أتراك في المنفى بالسويد، أن السجناء في سيليفري يتعرضون لـعقوبات تعسفية وضرب من قبل الحراس.
سبب الاعتقال: اتهامات خطيرة
تم اعتقال يوآكيم مدين فور وصوله إلى إسطنبول قبل ستة أيام، حيث كان ينوي تغطية الاحتجاجات التركية لصالح صحيفة Dagens ETC. وفقًا للسلطات التركية، يُشتبه في تورطه في حادثة تعليق دمية تمثل أردوغان خارج مبنى بلدية ستوكهولم في عام 2023، بالإضافة إلى اتهامات بصلته مع حزب العمال الكردستاني (PKK) المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا.
أندرياس غوستافسون، رئيس تحرير Dagens ETC، أكد أن هذه الاتهامات زائفة ولا أساس لها من الصحة.
رسالة من داخل السجن: “الصحافة ليست جريمة”
ورغم الظروف الصعبة، تمكّن يوآكيم مدين من إرسال رسالة عبر محاميه إلى العامة في الأول من أبريل، كتب فيها:
“الصحافة ليست جريمة، ليس في أي بلد.”
موقف السلطات السويدية
لم تصدر وزارة الخارجية السويدية (UD) أي تعليق رسمي حول معاملة مدين في السجن، لكنها أكدت أنه تمكن من مقابلة محاميه.
السياق السياسي: سجن سيليفري ومن فيه
سجن سيليفري ليس غريبًا على القضايا السياسية؛ فقد شهد احتجاز العديد من المعارضين السياسيين والصحفيين، بمن فيهم عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي أدى اعتقاله إلى موجة احتجاجات واسعة.
حرية الصحافة على المحك
يثير اعتقال يوآكيم مدين تساؤلات عديدة حول حرية الصحافة في تركيا، خاصة في ظل استهداف الصحفيين والمعارضين. تبقى الأنظار متجهة نحو التحركات الدبلوماسية السويدية وجهود المنظمات الحقوقية للإفراج عنه.
