دال ميديا: تشهد السويد تحولًا واضحًا في نموذج رياض الأطفال، حيث أصبحت الوحدات الكبيرة التي تضم مئات الأطفال شائعة بشكل متزايد، في ظل سعي البلديات لتقليص النفقات وتعزيز الكفاءة في إدارة الموارد البشرية والمادية، بحسب ما نقلته قناة TV4.
في بلدية مولندال قرب مدينة يوتبوري، تُعد روضة “بيفروست” (Bifrost) واحدة من أبرز الأمثلة على هذا التوجه، إذ تضم 13 قسمًا وتستوعب نحو 240 طفلًا، ما يجعلها واحدة من أكبر رياض الأطفال في المنطقة.
بيئة غنية بالتجارب والرفاق
تقول لينا مرداني، وهي مساعدة تربوية تعمل في الروضة منذ ثماني سنوات، إن الحجم الكبير لا يمثل عائقًا، بل يوفر مزيدًا من الفرص للأطفال للتعلم والتفاعل.
“لدينا ساحة خارجية رائعة يستمتع بها الأطفال يوميًا، كما أن الحجم الكبير يسمح لهم بالتعرف على أصدقاء جدد، مما يسهم في تعزيز مهاراتهم الاجتماعية قبل الانتقال إلى المدرسة”، تضيف مرداني.
وبينما لا يلتقي الأطفال البالغ عددهم بالمئات بعضهم البعض يوميًا، فإن كل قسم له مساحته الخاصة ومكانه المنفصل، مما يساعد على الحفاظ على بيئة هادئة وآمنة داخل كل مجموعة.
البلديات تختار الكِبر على حساب الصِغر
تشير إحصائيات صادرة عن هيئة التعليم السويدية (Skolverket) إلى أن رياض الأطفال الصغيرة التي تضم أقل من 100 طفل آخذة في التراجع، في حين يزداد عدد رياض الأطفال الكبرى.
ويرى مسؤولو البلديات أن هذا التوجه يمنحهم مرونة أكبر في توزيع الموظفين، ويقلل الحاجة إلى توظيف مؤقت عند غياب أحد العاملين، ما ينعكس إيجابًا على الاستقرار في بيئة الطفل.
تحفظات من بعض الخبراء… لكن الإدارة تؤكد التنظيم
ورغم هذه الفوائد، يُحذر بعض التربويين والخبراء من أن رياض الأطفال الكبيرة قد تكون مرهقة وصاخبة، خصوصًا للأطفال الأصغر سنًا. لكن مديرة روضة بيفروست، كاميلا ستينمان سفينسون، تؤكد أن الأمر لا يتعلق بالحجم فقط، بل بطريقة التنظيم الداخلي والإدارة الجيدة.
“الأطفال لا يركضون عشوائيًا في كل المكان. نحن نوفر لكل مجموعة مساحتها الخاصة، والأمر يعتمد كثيرًا على كيفية تنظيم الأنشطة وتوفير بيئة آمنة ومألوفة داخل كل قسم”، تقول سفينسون.
وأضافت أن فلسفة الروضة تقوم على “الحفاظ على الصِغَر داخل الكِبَر”، أي إيجاد شعور بالمجموعة والانتماء رغم كِبر عدد الأطفال.