دال ميديا: في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي في السويد، قرر سائق الشاحنات سورن إكلوف، بخبرة تمتد لأربعين عامًا خلف المقود، تقديم شكوى رسمية ضد هيئة النقل السويدية (Trafikverket)، معبرًا عن استيائه الشديد من تدهور حالة الطرق، وخاصة خلال فصل الشتاء.
لم يعد الأمر مجرد شكاوى عابرة من سوء صيانة الطرق، بل تحول إلى مخاوف يومية تسيطر على السائقين المحترفين في جميع أنحاء البلاد. يعبر إكلوف عن استيائه قائلاً:
“في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة، أصبح الأمر لا يُحتمل. صيانة الطرق تدهورت بشكل كبير. نحن كسائقين محترفين لا ينبغي أن نخشى يوميًا على حياتنا أثناء تأدية عملنا.”
لكن القلق الذي يحمله هذا السائق المخضرم لم يتوقف عند نفسه، بل امتد ليشمل جميع مستخدمي الطريق. بصوت متهدج ومفعم بالمسؤولية، أضاف:
“أنا أرتدي حزام الأمان دائمًا، أملك سيارة حديثة ومؤمنة بالكامل. لكن ماذا عن حافلات المدارس؟ ماذا عن العائلاتالعائدة من الاحتفالات؟ هل يمكن لهيئة النقل أن تتحمل وزر كارثة محتملة بسبب هذا الإهمال؟”
مخاوف تتزايد مع قدوم الشتاء القارس
تتزامن شكوى إكلوف مع دخول السويد في فصل الشتاء القاسي، حيث تزداد حوادث الطرق بسبب تراكم الثلوج وانعدام الصيانة الكافية. السائقون، وخاصة في القطاعات الحيوية مثل النقل واللوجستيات، يواجهون خطرًا يوميًا، مما دفعه إلى كسر حاجز الصمت والتقدم ببلاغ رسمي إلى أمين المظالم البرلماني (JO)، مطالبًا بمحاسبة هيئة النقل على إهمالها في إدارة الطرق.
رد هيئة النقل السويدية: “نفعل ما بوسعنا”
من جانبها، لم تنكر هيئة النقل السويدية وجود تحديات صعبة، لكنها دافعت عن نفسها مؤكدة أنها تعمل بأقصى طاقتها.
صرّح بنيت أولسون، المتحدث الإعلامي باسم الهيئة:
“نحن ندرك تمامًا حجم التحديات التي نواجهها. قمنا مؤخرًا بنشر جميع الموارد المتاحة لدينا، حيث كان هناك 570 مركبة بين كاسحات ثلوج وشاحنات رش الملح تعمل خلال الـ24 ساعة الماضية. ومع ذلك، ليس لدينا المزيد من المركبات حالياً.”
وأضاف أولسون أن الهيئة عقدت اجتماعًا في أكتوبر الماضي مع قطاع النقل السويدي لمناقشة استراتيجيات تحسين الصيانة الشتوية، مشيرًا إلى أنهم منفتحون لتلقي الملاحظات والشكاوى من السائقين والمواطنين على حد سواء.
“الطرق ليست آمنة”.. هل يكفي هذا الرد؟
لكن هذا الرد الرسمي لم يكن كافيًا لتهدئة غضب إكلوف، الذي يؤكد أن المسألة تتجاوز مجرد تحديات لوجستية، بل تتعلق بسلامة أرواح الملايين من مستخدمي الطرق في السويد.
“الشتاء ليس مفاجأة في السويد. يجب أن يكون لدينا نظام أكثر كفاءة وأمانًا. نحن لا نطلب معجزة، بل طرقًا آمنة يمكننا القيادة عليها دون الخوف من الحوادث القاتلة.”
هل تتحمل السويد كلفة الإهمال؟
تفتح هذه القضية الباب واسعًا أمام تساؤلات جادة حول جاهزية البنية التحتية في السويد للتعامل مع الظروف المناخية القاسية. ومع تزايد الشكاوى ومعدلات الحوادث، تبقى مسؤولية هيئة النقل قيد المحاسبة، في انتظار ما إذا كانت ستتخذ إجراءات فعلية أم سيظل الأمر مجرد تصريحات إعلامية.
المصدر: tv4