سجن أخطر محتال إلكتروني في بريطانيا 20 عامًا بعد تسببه بانتحار أب وابنته: قصة مأساوية تهز العالم

Picture: Police service of Northern Ireland/Facebook (Inset) Family handout

حُكم على ألكسندر ماكارتني، البالغ من العمر 26 عامًا، بالسجن لمدة لا تقل عن 20 عامًا بعد أن تسببت أفعاله في انتحار فتاة أمريكية تبلغ من العمر 12 عامًا ووالدها، في واحدة من أكبر قضايا “الصيد الاحتيالي” في تاريخ بريطانيا وفقا لما تداولته وسائل اعلام بريطانية منها سكاي نيوز news.sky.

واعترف ماكارتني، الذي وُصف بأنه “متحرش قاسٍ وخطير”، بـ 185 تهمة، بما في ذلك القتل غير العمد للفتاة. ووفقًا للشرطة، فإن ماكارتني كان له حوالي 3500 ضحية من الأطفال في أكثر من 30 دولة، حيث استهدفهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل “سناب شات”، مستغلًا هويات وهمية لإقناع ضحاياه بإرسال صور لهم، ثم ابتزازهم للحصول على المزيد من الصور.

تفاصيل مأساوية وأحكام قاسية

من بين الضحايا، كانت سيمارون توماس، فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا من ولاية ويست فيرجينيا الأمريكية. في مايو 2018، تواصل معها ماكارتني مستخدمًا اسم “سارة”، وأقنعها بإرسال صورة لها وهي عارية الجزء العلوي. وبعد أن كشف عن هويته الحقيقية، هدد بنشر الصورة إذا لم ترسل له المزيد. عندما رفضت الفتاة واستعطفته للتوقف، طلب منها إشراك شقيقتها البالغة من العمر تسع سنوات في أعمال غير لائقة عبر الكاميرا.

وفي لحظة مأساوية، أطلق ماكارتني عدًا تنازليًا من 20 إلى الصفر، مطالبًا بالمزيد من الصور. وعندما رفضت سيمارون الانصياع، قررت إنهاء حياتها باستخدام مسدس والدها.

عواقب مدمرة للعائلة

اكتشفت شقيقة سيمارون الصغرى جثتها في غرفة والديها بعد أن سمعت صوتًا اعتقدت أنه صوت فرقعة بالون. ورغم نقلها إلى المستشفى، توفيت في نفس الليلة. بعد 18 شهرًا من وفاة ابنته، لم يستطع والدها بن توماس، الذي كان محاربًا سابقًا في الجيش الأمريكي، تحمل الشعور بالذنب لانتحار ابنته وانتحر هو الآخر.

وعانت عائلة سيمارون من صدمة كبيرة، وظلت تبحث عن أسباب انتحارها حتى اكتشفت الشرطة المحادثات بين الفتاة وماكارتني على جهازه الكمبيوتر. وفي بيان مؤثر، قالت جدّا الفتاة: “لا يمكننا استعادتها أبدًا، لكن إذا تمكنا من منع عائلة أخرى من المرور بما مررنا به، فقد يأتي شيء جيد من هذه المأساة”.

تحذير قوي للمتصيدين الإلكترونيين

خلال المحاكمة، وصفت النيابة العامة سلوك ماكارتني بأنه “لا يرحم”، وأشارت إلى أنه استهدف ضحاياه بهدف إذلالهم وإهانتهم. وأكد رئيس المحققين إيمون كورغان أن الحكم الصادر ضد ماكارتني يُعد تحذيرًا واضحًا لكل من يختبئ خلف حسابات مزيفة على الإنترنت، قائلاً: “ستُقبض عليك، وستواجه القانون بكل صرامته”.

نداء للتوعية والحذر

دعت عائلة سيمارون جميع الآباء إلى توخي الحذر والتواصل مع أبنائهم حول مخاطر الإنترنت والأشخاص السيئين الذين قد يتربصون بهم. وقالوا في بيانهم: “افتحوا أبواب الحوار مع أطفالكم حول مخاطر الإنترنت”.

المزيد من المواضيع