دال ميديا: في تصريحات لافتة، شبه المستشار الاقتصادي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، توماس ج. فيليبسون، الرسوم الجمركية بـ”الأسلحة النووية”، معتبرًا أنها أداة استراتيجية فعالة يُفضل استخدامها كوسيلة ضغط بدلاً من تنفيذها فعليًا.
وفي مقابلة أجريت معه على شاشة قناة TV4، أوضح فيليبسون أن الولايات المتحدة تُعامل بشكل غير منصف في التجارة الدولية، لا سيما من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي وصفه بأنه “ليس صديقًا حقيقيًا للتجارة الحرة كما يدعي”.
“الشركات الأميركية تُعامل بأسوأ من نظيراتها الأجنبية، رغم أن الولايات المتحدة تطبق رسومًا أقل. خذ ألمانيا على سبيل المثال، فهي تفرض أربعة أضعاف الرسوم الجمركية على السيارات الأميركية مقارنة بما تفعله الولايات المتحدة”، قال فيليبسون.
تهديدات جديدة من واشنطن
المستشار السابق أشار إلى أن الولايات المتحدة ستكشف في بداية أبريل عن حزمة جديدة من “الرسوم المتبادلة”، تهدف إلى موازنة المعاملة التجارية مع الاتحاد الأوروبي. وأكد أن ترامب يعتزم إعادة فرض “توازن تجاري عادل”، مشددًا:
“إذا كان الأوروبيون يرفضون سياسة ترامب، فما عليهم سوى إزالة الرسوم المفروضة على البضائع الأميركية، عندها لن تكون هناك حاجة لرسوم مضادة”.
سياسة الردع: “كالقنبلة النووية”
وفي تعبير مثير للجدل، قارن فيليبسون استخدام الرسوم الجمركية بالقوة الرادعة التي توفرها الأسلحة النووية، مشيرًا إلى أن “التهديد بها وحده قد يكون كافيًا لتحقيق الأهداف”.
“الرسوم الجمركية تشبه القنابل النووية – لم تُستخدم منذ الحرب العالمية الثانية، لكن مجرد وجودها منع نشوب الحروب. كذلك، التهديد بفرض رسوم قد يدفع الدول لتقديم تنازلات دون الحاجة إلى تنفيذها فعليًا”، قال فيليبسون.
مثال المكسيك
وساق مثالاً على ذلك التهديد الذي وجهه ترامب إلى المكسيك سابقًا، والذي دفعها لتعديل سياساتها تجاه عصابات الجريمة المنظمة رغم أن الرسوم لم تُفرض فعليًا.
أبعاد استراتيجية
بحسب فيليبسون، فإن “الدول التي تُعتبر سوقًا مهمة للآخرين يمكنها استخدام هذه الأداة – التهديد بالرسوم – لتحقيق مصالحها القومية دون الدخول في حروب اقتصادية طويلة الأمد”.