دال ميديا: كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن شهادات صادمة من جنود إسرائيليين حول انتهاكات خطيرة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، حيث أشار الجنود إلى أن قتل المدنيين أصبح بمثابة “مسابقة” بين الوحدات العسكرية. وفقًا لهذه الشهادات، يتم إطلاق النار على أي شخص يعبر ممر نتساريم، بغض النظر عن كونه مدنيًا أم لا.
“خط الجثث” في غزة
يتحدث الجنود عن ممر يبلغ طوله سبعة كيلومترات يقسم قطاع غزة إلى جزئين، جنوب مدينة غزة، ويطلق عليه السكان المحليون “خط الجثث”. هذا الممر ليس موثقًا على الخرائط أو الأوامر الرسمية، لكنه أصبح معروفًا بسبب عدد القتلى الكبير الذين يسقطون فيه.
صرّح أحد الجنود للصحيفة:
“من بين 200 جثة، تأكد أن 10 فقط كانوا من أعضاء حماس.”
وفقًا لتقارير، تُترك الجثث مكشوفة لتتحول إلى طُعْمٍ للكلاب الضالة، مما يزيد من الرعب بين سكان غزة. أحد الضباط قال:
“الناس في غزة يعرفون أنه إذا رأيت كلابًا تلتهم الجثث، فهذه منطقة لا يجب الاقتراب منها.”
ممارسات وصفت بـ”الوحشية”
كشفت شهادات أخرى عن ممارسات تضمنت استهداف مدنيين عمدًا:
- إطلاق مئات الطلقات على أربعة أشخاص غير مسلحين، مما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم ونجاة واحد.
- إجبار الناجي على خلع ملابسه واحتجازه في قفص بينما يبصق عليه الجنود المارة.
أحد الشهود ذكر حادثة أطلق فيها الجنود النار على شاب يبلغ من العمر 16 عامًا لمدة دقيقتين متواصلتين، ليتم لاحقًا تهنئتهم من قبل قائد الكتيبة باعتبارهم قتلوا “إرهابيًا”، مضيفًا:
“قال لنا القائد إنه يأمل أن نقتل عشرة آخرين في اليوم التالي.”
“سباق الموت” بين الوحدات
وفقًا لتصريحات أحد الضباط السابقين، أصبحت أرقام القتلى وسيلة للمنافسة بين الوحدات العسكرية:
“إذا قتلت فرقة واحدة 150 شخصًا، تسعى الفرقة التالية لتحقيق 200.”
ردود أفعال وتحليلات
أشار أندرس بيرسون، خبير شؤون الشرق الأوسط، إلى أن هذه الشهادات تؤكد ما توصلت إليه تقارير حقوقية سابقة مثل تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW)، قائلاً:
“هذه الشهادات تثير الشكوك حول صحة الأرقام التي تقدمها إسرائيل بشأن أعداد القتلى من المدنيين والمقاتلين.”
وأضاف بيرسون أن هذه الانتهاكات تسلط الضوء على ضرورة مراجعة الروايات الإسرائيلية الرسمية المتعلقة بالخسائر البشرية، مؤكدًا أن العلاقة بين أعداد المدنيين والمقاتلين القتلى قد تكون مختلفة تمامًا عما يتم الإبلاغ عنه.
المصدر: svt